يغنى على ليلاه!
الأكثر إثارة من دخول المنتخب المغربي المربع الذهبي في مسابقة كأس العالم كأول منتخب عربى وافريقى يبلغ هذا المستوى في تاريخ المسابقة هو ردود الأفعال عليه مصريا وعربيا وعالميا أيضا!
فقد اختفى فجأة حديث الانقسامات العربية التى استعصت على العلاج في ظل مظاهر الفرح التى انتشرت في أرجاء المنطقة العربية حتى بين الجزائريين الذين إشتد بينهم والمغاربة الشهر الماضى الخلاف على هامش القمة العربية التى عقدت في الجزائر..
وشاع حديث الروابط العربية المشتركة والتوحد في المواقف والمشاعر الذى سوف يستمر بالطبع حتى نهاية مسابقة كأس العالم ثم يعود الجميع بعد التحليق في السماء إلى أرض الواقع وخلافاته. كما اقترن حديث الفرحة ببلوغ المنتخب المغربى للمربع الذهبى بحالة من الأسى على أحوال لعبة كرة القدم في مصر، خاصة وأن المنتخب المصرى أقصى قبل أشهر قليلة هذا المنتخب من البطولة الافريقية، وطالب كثيرون بفتح الملفات ومحاسبة من يديرون أمور اللعبة والتصدى لما اعتبروه فسادا.
بينما ربط البعض هذا الصعود الكبير للمنتخب المغربى في قطر بالصعود السياسى والاقتصادى لدولة المغرب، رغم أن دول عديدة سبق لها الصعود في مسابقة كأس العالم لكرة القدم دون أن تحقق قبلها صعودا اقتصاديا أو سياسيا.. بل إن الدول المتصارعة على قيادة النظام العالى لم تحقق صعودا في لعبة كرة القدم عالميا مثل أمريكا والصين روسيا..
أما الروس فقد اعتبروا صعود الصين الكروى في قطر، كما قال مديديف نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسي، أمرا طيبا لتراجع الدول المعادية لروسيا وهى تخوض الحرب ضد أوكرانيا التى تعتبرها حربا ضد أمريكا والغرب كله. وهكذا.. كل يغنى على ليلاه مع صعود المنتخب المغربى في قطر.. يصفقون له ويقومون بتحيته ولكنهم مشغولون بهمومهم قضاياهم أومشاكلهم وأيضًا يسقطون عليه ما يؤرقهم.