المكاسب السعودية من القمة العربية الصينية
كما ربحت الصين من أول قمة لها مع العرب، فإن السعودية ربحت هى الأخرى.. وهذا يمكن التأكد منه عبر قراءة المتابعةَ الإعلامية الأمريكية لهذه القمة مع القمة الثنائية السعودية الصينية، والقمة الصينية الخليجية، والتى تضمنت مقارنة بين استقبال الرئيس الصينى الحار في الرياض واستقبال الرئيس الأمريكى الفاتر فيها قبل بضعة أسابيع مضت.. ويمكن القول أن أرباح السعودية هنا عديدة، خاصة وأن أفق تطوير العلاقات بينها والصين متسع ومفتوح ولن يتوقف على مجرد كون الصين الآن أكبر زبون للنفط السعودي حيث تتحصل على ربع الواردات السعودية من النفط، وإنما ستكون هناك علاقات اقتصادية أكبر وعلاقات عسكرية أيضا بين البلدين.
غير أن أهم مكاسب السعودية من القمة العربية الصينية هو وبشكل واضح -لا تخطأه العين- تعزيز مكانة السعودية عالميا وإقليميا.. فهذه القمة الأولى من نوعها عقدت بدعوة منها وفى عاصمتها.. وفي المقابل كانت هناك استجابة عربية ملحوظة لها وأيضًا استجابة صينية لها..
وهكذا السعودية لا تقترح فقط ولا تدعو فحسب وإنما يلقى ما تقترحه قبولا وما تدعو له استجابة.. وكل هذا يسهم في دعم مكانة السعودية وحضورها على المسرح العالمى والاقليمى في وقت تعاملت فيه الإدارة الامريكية الحالية لفترة ليست قصيرة بعدم إهتمام وقلة اكتراث بالعلاقات الامريكية السعودية بسبب انخفاض مستوى اهتمامها بالشرق الأوسط أساسا وموقف سلبى مسبق للرئيس بايدن تجاه ولى العهد السعودي على خلفية قضية مقتل خاشقجى..
ولعل هذا ما يكمن في سياق التناول الاعلامى الامريكى لزيارة الرئيس الصينى للرياض والقمم الثلاث التى شارك فيها.. وإذا كان الاقتصاد القوى ساعد السعودية على أن تقوم بما قامت به، أى جمع الدول الخليجية والعربية لعقد قمتين للرئيس الصينى في الرياض، فان الاستجابة الخليجية والعربية للمشاركة في القمتين ساعدتها أكثر.