إنجاز المغرب ودور الفرد!
رونالدو أعظم لاعب في التاريخ كما وصفه الركراكي مدرب المغرب لم ينفع منتخب بلاده وخرج بعد الخسارة من المغرب ودموعه تسيل على وجهه تلاحقه تكهنات باعتزال لعب كرة القدم على الأقل دوليا!.. هذا قد يغرى البعض بالتسرع والحكم خطأ على دور الفرد في صنع وصياغة التاريخ.. لكن رونالدو اليوم ليس هو رونالدو الأمس.. الأمس كان مبهرا ومؤثرا، لكنه اليوم متراجعا.. وهذا يعنى تأكيدا لدور الفرد في التاريخ وليس انتقاصا منه كما قد يتسرع البعض والإفتاء بذلك!
قناعة المغاربة
بل إنه في المقابل يوجد في حلبة المنافسة فرد آخر يصنع الآن لبلاده انجازا كبيرا فى تاريخ لعبة كرة القدم التى اخترعها الإنجليز وتفوق فيها غيرهم فيما بعد!.. إنه مدرب المنتخب المغربى الركراكي.. فهو نجح في الوصول حتى الآن إلى المربع الذهبى ليصبح ببن المنتخبات الأربعةَ الكبار في العالم كله.. وحدث ذلك عندما اقتنع وآمن برفع سقف الطموح له ولمنتخب بلاده الذى نظر إليه باعتباره لا يقل عن كل المنتخبات المتنافسة في قطر.
وإن حلم الفوز بكأس العالم ليس مستحيلا، ثم عندما نجح في بث هذه القناعة لدى كل اللاعبين المغاربة الذين أحسن اختيارهم وأجاد فى إعدادهم وتهيئتهم نفسيا ومعنويا قبل فنيا ونجحوا فى قياداتهم وهم يخوضون مبارياتهم مع الفرق المنافسة.. إذن دور الفرد في صنع التاريخ متجسد أمامنا الآن فيما صنعه هذا المدرب الذى اختير قبل شهور قليلة لتدريب منتخب بلاده.
ومن يسترجع تاريخ البشرية سوف يكتشف أن دور الفرد كان ومازال واضحا وجليا ولا يمكن إنكاره حتى من الذين يحترمون دور الجماهير ويراهنون عليه في تغيير الواقع.. ولو نظرنا حولنا الآن سوف نلحظ دور الرئيس الروسي الكبير فى الحرب الاوكرانية التى ألقت بظلالها على العالم كله وتأثر بها الاقتصاد العالمى، وفى المقابل دور بايدن في إطالة أمد هذه الحرب لاستنزاف الروس عسكريا واقتصاديا للتفرغ لكبح جماح الصعود الصينى الاقتصادى والتكنولوجي.. أما في محيطنا فإن ثمة مثال شديد الوضوح على دور الفرد فيما يقوم به الأمير محمد سلمان لتغيير بلاده وسياساتها وعلاقاتها المختلفة.