المنظومة الصحية في حاجة إلى مراجعة
المستقبل لن يعترف بالشعوب الضعيفة، ولا بأصحاب الصحة العليلة؛ فقوة البدن شرط لقوة العقل والإرادة؛ ذلك أن العقل السليم في الجسم السليم، والمؤمن القوي بدنًا وعقلًا وإيمانًا خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. وليس الحديث عن قوة البشر ضربًا من الترف بل من اشتراطات البقاء والتقدم نحو الغد الآتي لا محالة.. فإن يأتي ونحن أقوياء خيرٌ من أن يأتي ونحن نعيب زماننا ونشكو حالنا وضعف قوتنا.
المنظومة الصحية تكمل مع التعليم والبحث العلمي مثلث التقدم وقد عملت الدولة بقيادة الرئيس السيسي في هذا الملف باتجاهين؛ أولهما إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطويرها لتواكب التطور فى أداء الخدمة الصحية من خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، أما ثانيهما فهو إطلاق حزمة من الإصلاحات الصحية للإسراع بتوفير الخدمة للمواطن وبشكل سريع فى ظل تطبيق معايير الجودة المتبعة عالميا بهدف تحقيق رضا المريض عن الخدمة.
مخصصات الصحة زادت فى الموازنة الأخيرة بنسبة 12.5%، لتصل إلى 310 مليارات جنيه، لكن هل تحسن مستوى الخدمات الصحية فى المستشفيات.. وماذا عن النقص الشديد فى الأطباء، والنقص الخطير فى بعض المجالات، مثل الطوارئ والرعاية المركزة والتخدير ومضاعفاته غيرها، والأدوية الخاطئة وعواقبها الوخيمة.. وماذا عن مشاكل التعقيم وانخفاض أعداد الحضّانات الخاصة بالأطفال وغرف الرعاية المركزة؟!
