كفاءة استهلاك الطاقة تخفض فاتورة الاقتصادات المتقدمة 680 مليار دولار
كشفت وكالة الطاقة الدولية، عن توقعات بانخفاض فواتير الطاقة في الدول الأعضاء بالوكالة بحوالي 680 مليار دولار العام الجاري، بفضل إجراءات كفاءة الطاقة المعتمدة منذ عام 2000، ما يمثل وفرًا بمقدار 15% من إجمالي إنفاق هذه الدول على الطاقة في 2022.
وأوضح تقرير صادر عن الوكالة اليوم الجمعة، أن ارتفاع أسعار الوقود سرع وتيرة استثمار الاقتصادات المستهلكة، لاسيما المتقدمة منها، في كفاءة الطاقة، كتحويل المباني إلى "خضراء"، وتحديث النقل العام ليصبح أكثر صداقة للبيئة، فضلا عن ضخ الأموال لتطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية، ما يشير إلى نقطة تحول محتملة بعد سنوات عدة من التقدم البطيء بهذا المجال، بحسب وكالة بلومبرج.
أعضاء وكالة الطاقة الدولية
وتتخذ وكالة الطاقة الدولية من باريس مقرّا لها، وتضم 28 عضوًا، من ضمنهم دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى المعروفة بـ"G7".
يفيد التقرير بأن إجراءات كفاءة الطاقة على مستوى العالم تسارعت هذا العام 2022، ضمن إطار التعامل مع اضطرابات إمدادات الوقود وأسعار الطاقة القياسية.
زيادة الاستثمارات العالمية
وساعد هذا التوجه بزيادة الاستثمارات العالمية، في كفاءة الطاقة بنسبة 16% عن 2021، لتناهز 560 مليار دولار، مما نجم عنه استخدام الاقتصاد العالمي للطاقة بكفاءة تزيد بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، ما يمثل معدل تحسن يقارب 4 أضعاف ما كان عليه في العامين السابقين، وحوالي ضعف معدل السنوات الخمس الماضية، ويجعل عام 2022 نقطة تحول جوهرية بمجال كفاءة الطاقة، والتي تعد إحدى المحاور الرئيسية للجهود الدولية نحو الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
السبعينات.. واليوم
أدت أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تصعيد المخاوف بشأن أمن الطاقة وانعكاس ارتفاع أسعارها على التضخم، بحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، مشيرا إلى أن صدمات النفط في سبعينات القرن الماضي، أدت إلى توجه كبير من جانب الحكومات نحو تعزيز كفاءة الطاقة، ما أدخل تحسينات جوهرية على استخدامها في المباني والمصانع وحتى السيارات.
أما في خضم الأزمة الحالية، فنرى أن كفاءة استخدام الطاقة تحظى بالأولوية مرة أخرى، وبوتبرة متسارعة.
ويأتي التحسن بهذا الإطار، خلال العام الحالي، بعد أن أدت جائحة كورونا إلى أسوأ عامين على الإطلاق لناحية التقدم العالمي بكفاءة الطاقة، حيث انخفض معدل هذا التقدم إلى حوالي 0.5% سنويًا خلال 2020 و2021.
ولعب ارتفاع الطلب من قِبل الصناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة دورًا أساسيًا في هذا التراجع.
وهناك توقعات بأن تصل تحسينات الكفاءة إلى متوسط 4% سنويًا خلال العقد الحالي، لتتماشى مع سيناريو الوصول إلى الحياد الكربوني المزمع في 2050.