زي أي مرض
في حقبة الثمانينات والتسعينات، برز هذا المرض إلى صدارة صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وتناولته السينما، ألا وهو نقص المناعة المكتسبة البشري، المعروف اختصارا "إيدز". كان شح المعلومات المتوفرة عن هذا المرض الذي يضرب الجهاز المناعى لجسم الإنسان، فيسرع بانهياره أمام أي عدوى أو فيروس، كافيا لأن تنسج حول هذا المرض الأساطير التى صورت للمجتمع ولازالت، أن إعلان شخص ما الإصابة به، هو عار يستوجب التواري عن نظرات المجتمع القاتلة، وانتظار لحظات الموت على مهل.
نعم هو مرض مزمن، لكنه مثل أي مرض إهماله يؤدي إلى تدهور حالة المصاب به، وعلاجه منذ اكتشافه قد يسرع بنتائج مبشرة بإمكانية التعايش معه مثل الأمراض المزمنة الشائعة، وبالتالي مع المداومة على العلاج، العودة من جديد للاندماج فى المجتمع.
توعية بمرض الإيدز
شرفت أمس بحضور مؤتمر صحفى للإعلان عن إطلاق الحملة الوطنية، للتوعية بفيروس نقص المناعة البشري، وذلك بالتزامن مع الاحتفال ب اليوم العالمي للإيدز، في الأول من ديسمبر من كل عام، بالتعاون بين كل من وزارة الصحة والسكان، والأمم المتحدة، وإحدى شركات صناعة الدواء الوطنية.
"زي أي مرض" هو عنوان الحملة، التي أكد المتحدثون خلال مؤتمر تدشينها، أن مرض الإيدز، أصبح مع التطور العلمي الهائل، من الأمراض المتاح التعايش معها بنسب مذهلة، وأن متابعة هذا المرض طبيا الآن اختلفت عما مضى كثيرا، بداية من أسلوب الفحص والتشخيص، ثم تتابع مراحل العلاج التي تتم كليا على نفقة الدولة.
مريض الإيدز لم يعد ينتظر الموت، بل بفضل الله ثم بفضل الخطط العلاجية الحديثة، يتمكن من العودة بسهولة إلى دورة حياته الطبيعية بشكل آمن له ولأسرته وللمجتمع المحيط به، وبما يقي هذا المجتمع من خطر العدوى، إذ تسهم تلك الخطط المتطورة فى تراجع احتمالات العدوى من المريض إلى من حوله بنسبة كبيرة جدا. بشر المتحدثون خلال المؤتمر، بأن محاصرة هذا المرض باتت ممكنة وقريبة، وعما قريب سيكون تحت السيطرة بشكل كامل وتام.
مرض الأيدز ليس "سبة"، فأحد الأهداف العامة عالميا حول هذا المرض الآن، هو كسر حاجز الوصم والتمييز، فلم يعد انتقاله مقتصرا على الممارسات الجنسية المشبوهة، أو الحقن بسرنجات المخدرات الملوثة، وإنما من الممكن انتقاله من أدوات الحلاق، أو من خلال تداول استخدام أدوات شخصية ملوثة بدم المريض.
معا لتغيير تلك الصورة المقيتة عن مرض ومريض الإيدز، فهو انسان قدر الله له الإصابة بهذا المرض مثله مثل أي مرض مثل السكر والضغط وأمراض القلب والكلى، كلها أمراض مزمنة ويتم التعايش معها بلا أي فزع.