وزيرة البيئة: الدول المتقدمة ترى أنها غير مسئولة عن آثار التغيرات المناخية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن نجاح الرئاسة المصرية فى وضع بند الخسائر والأضرار على أجندة مؤتمر المناخ يعد نجاحا كبيرا وإنشاء صندوق له، في ظل ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وطاقة وغذاء، بالإضافة إلى وضع قضية التغيرات المناخية على رأس أولويات وأجندة القادة وهو ما يبرهن عليه حضور 120 رئيس مؤتمر لهذا المؤتمر، وخطابات القادة والرؤساء التي أكدت على الوفاء بالعهود والتي لا تعني تمويل فقط بل الحرص على خفض الانبعاثات.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن التكيف مع آثار التغيرات المناخية يقصد به المشاكل التي تحدث بعد فترة معينة والتي تتطلب اتخاذ إجراءات للتكيف، كما يقصد بالخسائر والأضرار علاج الكوارث التى حدثت بالفعل وتحتاج لتأمين وتعويض على ذلك، موضحة أن الدول النامية كانت ترغب كل عام في وضع الخسائر والأضرار على أجندة المؤتمرات دون جدوى، مشيرة إلى أن الدول المتقدمة ترى أنها غير مسئولة عن تسبب الثروة الصناعية لهذه الآثار وعدم علمها بإحداث كل ذلك الضرر، كما أنها تعطى التمويل للدعم الفني والخطط وإعادة الإعمار وليس للبناء من جديد.
وأشارت الوزيرة إلى أن مؤتمر المناخ حاز على نسبة مشاركة عالية عن باقي المؤتمرات، حيث حضر في مؤتمر جلاسكو مشاركة حوالي 36 ألف مشارك فى ظل حضور نحو 51 ألف مشارك على مدار 14 يوما في مؤتمر شرم الشيخ، كما وصلت نسبة التسجيل على الموقع إلى 65 ألفا، وهي تعتبر أعلى نسبة منذ مؤتمر باريس.
ولفتت أن هذا يعني أن الموضوعات التي طرحتها الرئاسة حازت على اهتمام الجميع كما نجحت الدولة المصرية في وضع قضية التغير المناخي في قلب الاحتياجات الإنسانية، حيث كانت موضوعات المناخ دائما تتحدث عن الجزء السياسي والتفاوضي أما مؤتمر شرم الشيخ تمكن من وضع أشياء تمس احتياجات الإنسان كالطعام والمياه، وتمكنت مصر من وضع مبادرة الأمن الغذائى والمياة والانتقال العاجل للطاقة فى قلب الأيام الموضوعية، كما قامت بتنفيذ ذلك على أرض الواقع من خلال إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وخطة المساهمات الوطنية، كما قامت بتنفيذ حزمة مشروعات فى مجالات الطاقة والمياه والغذاء "نوفى" والذى حاز على ما يقرب من 15 مليار دولار اتفاقيات حول هذا البرنامج.
كما أكدت وزيرة البيئة على أهمية المنطقة الخضراء والتى أقيمت تحت اسم "صوت الإنسانية"، فالمنطقة الزرقاء تلتزم بها كافة الدول المستضيفة للمؤتمر وتكون تابعة وتحت إدارة الأمم المتحدة، بينما تتبع المنطقة الخضراء الدول المضيفة، مشيرة إلى حرص فخامة السيد رئيس الجمهورية، على أن يتوافر بالمؤتمر مكان لمشاركة الشباب والمرأة والمجتمع المحلي والمدني، كما حرص على التقارب المكاني بين المنطقتين لتيسير رفع تلك الأصوات إلى الجانب الرسمي للمؤتمر لتكون في الاعتبار في الشق التفاوضي واتخاذ القرار، وأن تتناول نفس الموضوعات التى يتم مناقشتها بالمنطقة الزرقاء، طوال فترة انعقاد المؤتمر، والتي بلغت ١٤ يومًا.
وأشارت الوزيرة إلى أن مبادرات مؤتمر المناخ خرجت بعد عملية إعداد تشاورية وتشاركية بين مختلف الأطراف، فمثلا مبادرة FAST الخاصة بالأمن الغذائي والتي تقوم على نظم الأغذية الزراعية بدعم صغار المزارعين في الدول النامية ومنها أفريقيا، ومن خلال المبادرة الأفريقية للتكيف ستعمل المرحلة الأولى منها على الأمن الغذائي، وتنفيذ مشروعات للمزارعين الصغار في أفريقيا لمساعدتهم على التكيف مع آثار تغير المناخ.