رئيس التحرير
عصام كامل

بطل واقعة إنقاذ تلاميذ حادث قنا: لا أجيد السباحة وقفزت في الماء بدون تفكير.. حزنت لوفاة طفلة.. ولا أنسى صدمة الصغار وحزنهم على زميلتهم

محررة فيتو مع بطل
محررة فيتو مع بطل حادث الاربعين بقنا

التقت “فيتو” الصيدلي إسماعيل رسلان منقذ أطفال أتوبيس حادث طريق الأربعين الذي سقطت عصر أمس الثلاثاء في ترعة الطريق ونتج عنه وفاة طفلة وإصابة 16 أخرين بينهم سائق الأتوبيس والذي يقيم بقرية كوم يعقوب التابعة لمركز أبوتشت، شمال محافظة قنا.

وقال الدكتور إسماعيل: “كنت في طريق عودتي من محافظة القاهرة.. تحركت في تمام الساعه الواحدة ليلا ووصلت إلي البلد حوالي الساعة 11 صباحا، فلم أستطع تغيير ملابس لارتباطي بموعد مهم لتسليم أوراق عمل وتحركت من أبوتشت إلي نجع حمادي، وعند عودتي وجدت سيارتين والركاب بدأوا في النزول وكله يجري ويهرول.. وجدت الجميع يقف متفرجا والسائق وحده ينقذ الأطفال  ونظرت بعيني وجدت طريقا صغيرا وهيش وترعة ولكثرة الهيش لم نستطيع رؤية ما هو موجود داخل الترعة، فأوقفت السيارة ونظرت فوجدت الأطفال  في داخل المياه وهم يستغيثون”.

وتابع: "وجدت الأهالي في رد فعل كان غير مسبوق أو متوقع  وقف الجميع موقف المتفرج دون السعي للنزول لإنقاذ هؤلاء الأطفال الصغار، فقمت بخلع الجاكيت ونزلت إلي الترعة بالقميص والتيشرت والكوتشي ووجدت نفسي في عمق المياه.. الأطفال عندما وجدوني بدأوا يلتفون حولي ويصعدوا علي الأكتاف حتي يتمكنوا من الخروج وكان بينهم أطفال سعت للخروج من المياه وهم كانوا قريبين من ضفة الترعة ".

 

وأضاف: "لا أجيد السباحة في أي مياه ولكن ما حدث شيء غير متوقع، بفضل الله وجدت نفسي لا اخشي اي شئ سوي أن اخرج الاطفال الصغار..  لا استطيع أن انسي نظرات عيون الاطفال وهم يستغيثون في الترعة ويطالبون باخراجهم، ومن خرج يطالب باخراج شقيقة او قريب او صديق له ".

وقال: “هناك طفلة كانت هي البطلة الحقيقة.. ساعدتني كثيرا لانها كانت علي علم بعدد الاطفال الموجودين في الباص واشقائها واصدقائها وعندما خرج الجميع كانت هناك طفلة صغيرة غير موجودة ”.

 

 

ووقف لحظة يتمالك فيها قواه وبدأ في سرد أصعب اللحظات التي مرت عليه في الحادث قائلا:" عندما خرج الجميع بدأت في البحث عن الطفلة المفقودة فوجدت أطراف منها تحت السيارة فطلبت المساعدة حتي نتمكن من انتشالها وعرفت أنها فارقت الحياة في لحظتها.. بعد أن تم انتشالها بدأت في عمل اسعافات اولية لها وتنفس صناعي ولكن كانت قد فارقت الحياة ووجدت هنا نظرة لا تنسي في الدموع المحبوسة بعيون الاطفال الصغار الذين احتبست أنفاسهم وتصاعدت تنهيدات قلوبهم وهم يتمتموا بدعوات أن تنجو كما نجوا هم ولكن الصدمة كانت عندما علموا بأنها فارقت الحياة وطللبت بنقلي الي الاسعاف التي كانت تقل الأطفال الصغار.. الاطفال الصغار كانوا يخرجون من الماء لا يبكون.. يحبسون دموعهم ويبحثون عن زملائهم".

وتابع:"لم استطع مفارقة الاطفال وبدأت في تقديم الدعم النفسي لهم حتي وصلوا الي المستشفي.. بدأت في التعافي عندما قابلت الاطفال كلهم وهم يتلقون العلاج.. بعدها وجدت الاهالي يتوافدون علي وهم يقبلون يدي فرحا بنجاة ابنائهم وسعوا الي خلع ملابسهم وتقديمها لي عندما أن شاهدوا ملابسي مبللة وفقدت هاتفي ووجدت شخص يقدم لي تليفون جديد"  .

ونوه الدكتور الي موقف الدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا الذي خلع جاكيته وكوتش خاص به ليقدمه لي بعد أن وجده في حالة برد شديد نتيجة الملابس المبللة.

وأشار الي أن هذا موقف نبيل جدا من انسان رائع  وقدم له الشكر

 

وقال: “من اصعب الاشياء التي كنت اخشاها طوال الوقت أن يقوم أي شخص بإنزال صورة لي او يتصل بوالدتي ويخبرها بأي شئ مما حدث خاصة أنها مريضه وكانت قبلها تتحدث معي وتطلب مني أن اتزوج وتقدم لي النصيحة أن استقر في البلد ولا اسافر كثيرا.. اتصلت علي احد اقاربي كي اطلب منه ملابس حتي استطيع العودة الي البيت ولكن عندما شاهدتني سالتني عن سبب تغيير ملابسي فبعد هدوء شرحت لها الموقف ببساطة ولكن دون الخوض في التفاصيل”.

الجريدة الرسمية