لمناقشة أسعار الغاز والنفوذ الصيني.. أهم أهداف زيارة الرئيس الفرنسي الاستثنائية لأمريكا
يجري الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف إعادة ترميم العلاقات بين الدول الأوروبية وواشنطن.
العلاقات الأمريكية الأوروبية
وشهدت العلاقات بين روسيا وأمريكا توتر لعدة أسباب أهمها اتهام دول الاتحاد الأوروبي لأمريكا بالتربح من الحرب الأوكرانية، وبيع الغاز لدول القارة بأربع أضعاف ثمنه.
وتجدر الإشارة إلى ان الرئيس الفرنسي ماكرون، هو أول رئيس فرنسي يحظى بزيارتي دولة إلى البيت الأبيض بعد زيارة أولى في عام 2018 إبان حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، كما أنها أول زيارة دولة في عهد بايدن الذي نسج معه الرئيس إيمانويل ماكرون علاقة قوية بعد الفتور الذي اعتراها.
ملفات زيارة ماكرون لأمريكا
وأوضح قصر الإليزية في بيانه، أن زيارة الرئيس ماكرون لأمريكا زيارة إستثنائية، فهي مهمة جدًا للصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة.
وأضاف الإليزية في بيانه أن هناك "تطلعًا قويًا للشراكة وإعادة تنسيق العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا"، وكلاهما لديهما "أهداف سياسية واضحة"، وتحتاجان إلى "الخروج معًا أقوى من الأزمة الأوكرانية".
وتركز زيارة الرئيس الفرنسي لأمريكا على ملفات عديدة أبرزها (مصير حرب أوكرانيا وردع روسيا، مواجهة نفوذ الصين، الملف النووي الإيراني، أزمات الشرق الأوسط وعلى رأسها مستقبل لبنان).
وكشف تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن نذر تصدع الحلف الأمريكي - الأوروبي، وتصاعد النبرة العدائية من ناحية دول التكتل غربا باتجاه الأطلسي.
نبرة عدائية
اتهام وصل حدّ اتهام بروكسل لواشنطن بالتكسب من الحرب في أوكرانيا، التي تكاد "تقصم ظهر الأوروبيين"، وفق تعبير المجلة الأمريكية.
وقال تقرير المجلة إن كبار المسؤولين الأوروبيين غاضبون من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويتهمون مسؤولين في الولايات المتحدة الآن بـ "جني ثروة من الصراع، بينما تعاني دول الاتحاد الأوروبي وتتألم".
ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أوروبي كبير قوله: "الحقيقة، إذا نظرت إليها بواقعية، فإن الدولة الأكثر استفادة من هذه الحرب هي الولايات المتحدة؛ لأنها تبيع المزيد من الغاز وبأسعار أعلى، ولأنها تبيع المزيد من الأسلحة".
وبعد تسعة أشهر من اندلاع حرب أوكرانيا، ترفض الولايات المتحدة شكاوى أوروبا، وتعتبر أن الارتفاع في أسعار الغاز في أوروبا ناتج عن الحرب.
وزادت صادرات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا بشكل كبير.
في المقابل تنتقد بروكسل بشكل خاص الإعانات والضرائب الخضراء، التي يقدمها بايدن، والتي تقول بروكسل إنها تهدد بتدمير الصناعات الأوروبية.
وعلى الرغم من الاعتراضات الرسمية من جانب أوروبا، لم تظهر واشنطن حتى الآن أي علامة على التراجع.
وفي الوقت نفسه، تدفع الاضطرابات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا إلى دفع الاقتصادات الأوروبية إلى الركود، مع تصاعد التضخم والضغط المدمر على إمدادات الطاقة مما يهدد بانقطاع التيار الكهربائي وتقنين هذا الشتاء.
الغاز الأمريكي
وفيما يسعى الأوروبيون لتقليل اعتمادهم على الطاقة الروسية، تتجه دول الاتحاد إلى الغاز الأمريكي لكن السعر الذي يدفعه الأوروبيون أعلى بأربعة أضعاف من نفس تكاليف الوقود في أمريكا.
كما أن هناك زيادة محتملة في الطلبات على الصناعات العسكرية الأمريكية، في وقت تنفذ مخزونات الجيوش الأوروبية بعد إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.