دبلوماسيون يجيبون عن السؤال.. هل تذيب مصافحة السيسي وأردوغان الجليد بين البلدين
المحتويات
• السفير علاء الحديدى: بروتوكولية ولا يجب تحميل الأمور أكثر مما تحتمل
• السفير حسين هريدي: الخلافات مازالت كبيرة بين مواقف البلدين
جاء حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم أمس الأحد في العاصمة القطرية الدوحة بمثابة نموذج الدبلوماسية الرياضية وهو المصطلح الذي ظهر منذ دبلوماسية كرة الطاولة، والذي يشير إلى بداية تبادل لاعبي تنس الطاولة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية في أوائل سبعينات القرن الماضي، والتي بدأت خلال بطولة العالم لتنس الطاولة عام 1971 في ناغويا، اليابان بعد لقاء بين اللاعبين جلين كوان (من الولايات المتحدة) وزوهانج زيدونج (من جمهورية الصين الشعبية).
مصافحة السيسي وأردوغان
وشهد حفل الافتتاح في قطر ولأول مرة مصافحة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان وظهر بجوارهما أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد.
وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الإثنين وقبل مغادرته مقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة، اتصالًا هاتفيًا مع صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس تقدم بالتهنئة لقطر قيادةً وشعبًا على نجاح حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم وانطلاق البطولة بشكل مشرف يليق بمكانة الدول العربية، مع الإعراب عن التقدير لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
من جانبه، أعرب أمير دولة قطر عن خالص الامتنان والتقدير لحضور الرئيس حفل افتتاح كاس العالم وزيارته ضيفًا عزيزًا على الدوحة، والتي من شأنها أن ترسخ قوة العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين، خاصةً مع التطور الإيجابي الذي تشهده على جميع الأصعدة خلال الفترة الأخيرة.
و كان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قد صرح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تصافح مع الرئيس التركى أردوغان بالدوحة، وتم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وأوضحت تلك التصريحات، ان الأمر اقتصر على مصافحة باليد فقط وربما تكون تمهيدا لتحسين العلاقات بين البلدين فى عدة ملفات خاصة الملف الليبي الذي يشهد صداما فى المصالح بين البلدين، كما أن دعوة الرئيس السيسي فى مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التغير المناخي في شرم الشيخ cop 27 لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لاقت صدى واسعا، خاصة وأن تركيا لها دور في هذا الملف المؤثر على العالم كله ومن المهم تنسيق الجهود للخروج بنتيجة جيدة لوقف الحرب حتى لا يتم توسيعها لصدام بين الناتو وروسيا وهو أمر يخشاه العديد من الدول.
المصافحة من مصلحة تركيا قبل مصر
و لهذا فقد كان من مصلحة تركيا قبل مصر محاولة المصالحة مع مصر، وهو ما سعت إليه أنقرة بالفعل خلال الفترة الماضية، ولكن مصر كانت محددة فى مطالبها ونفذت تركيا بعضها وتقاعست في البعض الآخر الأمر الذي جعل مصر توقف المباحثات وكان وزير الخارجية سامح شكري، أعلن في نهاية أكتوبر الماضي، توقف المحادثات الاستكشافية بين مصر وأنقرة بعد جولتين من المباحثات، تناول فيها الجانبان عدة ملفات ثنائية وإقليمية، مؤكدا أنه لم يتم استئناف مسار المباحثات مع تركيا لأنه لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة، مؤكدا أن الأمر يرجع مرة أخرى إلى ضرورة الالتزام بالمعايير والقواعد الدولية.
وأشار شكري إلى أنه من الأمور التي تثير القلق هو عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن ذلك يبرهن على أن المجتمع الدولي يعمل لتحقيق المصالح وليس لاعتماد مبادئ يجب أن تكون راسخة في إدارة العلاقات الدولية.
إذابة الجليد وخطوات قادمة تجاه مصر
وسعت تركيا لإذابة الجليد مع مصر وصرح الرئيس التركي بتصريحات إيجابية بشأن مصر والشعب المصري في الفترة الماضية حيث ذكر في أغسطس الماضي، " إن الشعب المصري شعب شقيق، ولا يمكن أن نكون في حالة خصام معه؛ لذا علينا ضمان الوفاق معه بأسرع وقت "، وأضاف " أن العلاقات على المستوى الرفيع ليست في مكانها المطلوب حاليًا ومن ثم نأمل أن نتخذ خطوة أخرى بأفضل الطرق نحو المستويات الأعلى".
و لهذا جاءت المصافحة بين الرئيس السيسي بمثابة إذابة الجليد قد تتبعها خطوات أخرى اذا التزمت تركيا بتحقيق المطالب المصرية، وقد لا يحدث أى تقدم إذا استمر التقاعس التركي خاصة في الملف الليبي، والتدخل التركي السافر فيه، وكان الرئيس السيسي قد شارك مع أردغان من قبل فى عدة مؤتمرات إلا أنه لم تتم أي مصافحة بينهما، ولكن هذه المرة تمت برعاية قطرية من الأمير "تميم بن حمد آل ثاني"، أمير دولة قطر.
شروط عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة
ومن جانبه صرح السفير علاء الحديدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ان المصافحة بين الرئيس السيسي وأردوغان مجرد خطوة بروتوكولية، ولا يجب تحميل الأمور أكثر من حقيقتها، ولا تعني عودة الأمور لطبيعتها بين العلاقات، لأن ذلك يستلزم خطوات كثيرة.
ويضيف أن قطر كان لها دورها فى هذه المصافحة لأنها الدولة المضيفة، وكان من الواضح من الصورة التي تم نشرها وجود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد فى المنتصف بين الرئيس السيسي وأردوغان، مؤكدا أنه لا يجب تحميل الأمور أكثر مما يجب لأنها مصافحة علي الواقف ولم يتم عقد لقاء ثنائي كما نشر فى بعض وسائل الإعلام.
محاولة قطرية لجمع مصر وتركيا
وأعرب السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن اعتقاده أنه كان لقاء بروتوكول في إطار مشاركة الرئيس السيسي وأردوغان ورؤساء دول أخرى في افتتاح المونديال في قطر، ويبدو الأمر كمحاولة قطرية لجمع مصر وتركيا، ولكن الخلافات مازالت كبيرة بين مواقف البلدين بالنسبة لعدد من المواقف الهامة بالنسبة للمصالح والأمن القومي المصري.
و أشار هريدي، إلى ان أردوغان صرح اليوم، ان الهجمات الجوية التي شنتها بلاده شمال سوريا والعراق ليست النهاية ومن الممكن أن تكون هناك عملية برية، الأمر الذي يعني أن هناك قوات تركية ستدخل شمال سوريا والعراق، وهي بالطبع من ضمن القضايا الخلافية الرئيسية بين مصر وتركيا، وسبق أن أكدت مصر موقفها سواء في الحوار الذي تم فى القاهرة فى مايو ٢٠٢١ او فئ الجولة الثانية من الحوار المصري التركي في مصر فى سبتمبر من نفس العام.
سياسة تركيا فى سوريا وليبيا
وأكد السفير حسين هريدي، إن السياسة التركية لم تتغير في سوريا أو شرق المتوسط أو ليبيا بل بالعكس فقد تم التوقيع الفترة الماضية على اتفاق بين حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والحكومة التركية للتنقيب عن البترول في المنطقة الاقتصادية الخاصة المتنازع عليها في الأساس بين اليونان وتركيا، وبالتالي فان لقاء أمس يمكن أن يعطي دفعة جديدة لجهود مصر وتركيا لإعادة العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي.
ويضيف أنه ربما تكون محاولة مقدرة من جانب قطر لإذابة الجليد بين القاهرة وأنقرة ولكن الخلافات عميقة والسياسات التركية لم تتغير في إقليم الشرق الأوسط والقوى العربية الرئيسية، ولكن أردت إنه قام بالانفتاح على الإمارات والسعودية وأعاد علاقاته مع إسرائيل الي طبيعتها وربما يغير أردوغان من سياساته بعد الانتخابات فى تركيا العام القادم ويقوم بالانفتاح مع سوريا، ومصر يهمها فى المقام الأول أن ترى تغيرات جوهرية في السياسات التركية في ليبيا وشرق المتوسط والشرق الأوسط.
ويشير السفير حسين هريدي، إلى إن هناك احتمالا أن يكون سعي أردوغان لمصافحة الرئيس السيسي محاولة لبث الفرقة في محور العلاقات المصرية اليونانية القبرصية، لأن أنقرة تعتبره محورا ضدها على الرغم من تأكيد مصر أنه ليس موجها ضد أحد، وأن ما يعنيها ان كل الدول تحترم سيادة واستقلال الدول الأخرى وتكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو التهديد باستخدام القوة العظمى لحماية مصالحها، وربما لهذا قام نيكوس ديندياس وزير خارجية اليونان بزيارة مصر الثلاثاء حيث التقى مع سامح شكري وزيـر الخـارجـيـة،
وكان السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قد صرح، بأن مشاركة الرئيس السيسي في هذا الحدث الرياضي العالمي جاءت تلبيةً لدعوة شقيقه سمو الأمير "تميم بن حمد آل ثاني"، أمير دولة قطر، وذلك في ضوء العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين مصر وقطر
وتم افتتاح فعاليات أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط مساء أمس الأحد فى قطر، وسط حضور بارز لقادة عرب ومشجعي كرة القدم، التي تقام في الفترة بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر المقبل.و قد شارك في حفل الافتتاح للمونديال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،و العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرؤساء الجزائري عبد المجيد تبون والفلسطيني محمود عباس والسنغالي ماكي سال والرواندي بول كاغامي
ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى ولي عهد الكويت.
كما حضر إلى الدوحة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ.