خلاف بين الشمال والجنوب.. سر تعثر مفاوضات مؤتمر المناخ
كان من المنتظر اليوم الإعلان عن القرارات النهائية الملزمة للأطراف في مؤتمر المناخ المنعقد بمدينة شرم الشيخ في مصر منذ يوم 6 نوفمبر 2022، إلا أن تعثر المفاوضات حتى الآن بين الأطراف المشاركة تسبب في مد القمة للوصول إلى التوافق النهائي بين الدول المشاركة.
والحقيقة أن هذا الأمر ليس له علاقة على الإطلاق بنجاح أو فشل القمة، فعلى مدار العشرين سنة الماضية لم تنتهي قمة المناخ في الموعد المحدد حسب الجدول الزمني المعلن من الأمم المتحدة، فهذا أمر طبيعي نتيجة لتعدد الأطراف المشاركة، وهذا العام على وجه الخصوص يشهد إقبالا غير مسبوق من الدول للمشاركة في أحداث COP 27.
وعلمت فيتو من مصادرها أن سر تعثر مفاوضات قمة المناخ حتى الآن هو الخلاف بين دول الجنوب ودول الشمال بشأن تعويضات الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، فالدول الصناعية الكبرى في الشمال هي المسؤولة عن أكثر من 90% من الانبعاثات الضارة، بينما تلحق أضرار هذه الانبعاثات بدول الجنوب بشكل كبير، لذا طالبت دول الجنوب خلال مؤتمر المناخ بالتوصل إلى اتفاق مبدئي لإنشاء صندوق مكرس فقط لهذه "الخسائر والأضرار" وهو أمر غير مسبوق في مؤتمرات المناخ من قبل.
وفي المقابل بعد عدة مفاوضات حول هذه المسألة وطرحها لأول مرة في مؤتمرات المناخ وافقت دول الشمال في نهاية المطاف على إدراج مفاوضات الخسائر والأضرار رسميا للمرة الأولى على جدول أعمال COP 27 إلا أنها تطالب بأن تستمر المباحثات فترة أطول، وأكد الاتحاد الأوروبي خلال جلسة عامة مساء امس الخميس أنه مستعد لإنشاء "صندوق استجابة للخسائر والأضرار" فورا مع التشديد على أن المؤتمر يجب أن يأخذ التزامات قوية بشأن خفض الانبعاثات.
لكن السر في تعثر المفاوضات حتى الآن هو مطالبة الاتحاد الأوروبي تمويل الصندوق من جانب "قاعدة واسعة من المانحين" أي من دول تملك قدرة مالية على المساهمة، في إشارة إلى الصين حليفة الدول النامية في المفاوضات، والتي تتنصل من إلزامها بدفع تعويضات كبيرة.
وأكد رئيس مجموعة مفاوضات الصين + 77 التي تضم أكثر من 130 دولة، الأمر بإنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار بأنه "نبأ إيجابي"، لكنه شدد على "استمرار وجود اختلافات".
وقبل 24 ساعة من موعد الإغلاق المقرر للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الحكومات إلى التغلب على خلافاتهم وتقديم نتائج ذات مغزى.
وقال جوتيريش خلال الجلسة الختامية الأولى لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ: "لدى الأطراف في COP 27 فرصة لإحداث فرق وتجاوز الخلافات - هنا والآن، أنا أحثهم على التحرك - والعمل بسرعة".