ماذا بعد 11/11 اقتصاديا
يستحق كل فرد في شعب مصر قُبلة فوق رأسه، فقد أثبت لنفسه وللعالم أنه أذكى شعوب الأرض وعيا رغم ما يُتهم به من التغييب وقلة الثقافة، إلا أن ذلك الشعب المصري العظيم أثبت من خلال يوم 11/11 أنه شعب يدرك حقيقة الموقف المصري والعالمي، وما يحيق بدولته من أخطار، فقد ضرب هذا الشعب المثل لشعوب العالم بأنه الشعب الذي لا يخدع بسهولة، ولا تنطلي عليه الخدعة مرتين، ويفهم جيدا فيما ينبغي أن يُقدم عليه ولا يقدم، فهو لم يستجب لدعوات الإرهابيين وعملاء المخابرات الإنجليزية، تلك المخابرات التي تحارب مصر علنا من خلال تقوية جناح الإرهابيين والمرتزقة الذين يريدون تراجع مصر وتدميرها والسيطرة عليها..
وتظن المخابرات الإنجليزية أن مصر هي تلك الدولة المغلوب على أمرها التي كانت تحتلها في 28 يونيو عام 1882 وإلى يوم 18 يونيو عام 1956، أو تتوهم إنجلترا أنها لا زالت الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، والحقيقة أن مصر صارت - بفضل الله - دولة مرهوبة الجانب، أو أم الدنيا كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر المناخ مؤخرا، والذي كان الإخوان المرتزقة يعلقون عليه الآمال عندما يصل يوم 11/11 لمصر، ويتحدث عن حقوقهم لكن المفاجأة أن بايدن شكر السيسي ومدح مصر، وتطلع إلى أن تقوي مصر علاقتها ببلاده في موقف يكشف عن قوة مصر الحقيقية التي لم تعد خاضعة للقوى الأجنبية.
عظمة مصر وشعبها
وها هو رئيس الوزراء البريطاني يحضر إلى مؤتمر المناخ وفي ذهنه أن يصطحب المجرم علاء عبد الفتاح معه إلى لندن، وكأنه –أي رئيس الوزراء الإنجليزي– يحضر إلى مصر المستعمرة الإنجليزية أو بلاد الواق الواق، ففوجئ برد من الرئيس السيسي أطاش صوابه، وجعله يهرول –هرول بالفعل– إلى سلم طائرته دون استكمال المؤتمر عائدا إلى بلاده مخزيا، فعندما فاتح الرئيس السيسي في أمر علاء عبد الفتاح أو أيقونة المخابرات الإنجليزية والأمريكية جاء رد السيسي قويا، وقد أكد له نقاطا هامة..
أبرزها أن مصر ترفض التدخل في شؤونها الداخلية من حيث المبدأ، وترفض الإساءة لسمعتها إزاء التعامل مع ملف حقوق الإنسان لحسابات سياسية، وأن مصر لا تقبل الابتزاز من أي كائن كان. وأكد السيسي أن المحكوم عليه لم يحصل بعد على الجنسية البريطانية بشكل نهائي، وحتى لو حصل عليها فإن مصر وحدها صاحبة القرار باعتبار أن الجريمة وقعت على أرضها.
نعود إلى عظمة الشعب المصري الذي رفض دعوات الإرهاب وإفساد بلاده وعودتها إلى الخلف وتدميرها تدميرا أخيرا، هذا الشعب عندما رفض النزول لم يكن ذلك الرفض لأنه خائف من القبضة الأمنية كما زعم المرتزقة، فهذا هو نفسه الشعب الذي لم ترهبه القبضة الأمنية أيام مبارك أو مرسي، كما أنه من الطبيعي أن تكون هناك قبضة أمنية لكنها لا يمكن أن تمنع نزول شعب أراد النزول، لكن الشعب لم ينزل رغم كل الصعوبات التى يمر بها، ليس تأيدا لسياسة الحكومة وإنما لأنه يعلم أن النزول معناه خراب الدولة ككل، لذا رفض النزول.
صار جميل عدم نزول الشعب المصري دينا في رقبة الحكومة ينبغي الوفاء به، وذلك بتغيير السياسات الاقتصادية التي كانت تعتمد على الأموال الساخنة والديون في ارتفاع الاحتياطي النقدي من الدولار، وينبغي في المرحلة القادمة أن تنفذ الحكومة تصريحات الرئيس خلال فعاليات إطلاق الملتقى والمعرض الدولي الأول للصناعة، حيث قال الرئيس إن "أزمة الدولار وفاتورة الدولار تزيد عاما بعد آخر". وتابع السيسي: "فاتورة الدولار بتزيد علينا سنة بعد سنة، إذا ماكناش نسابق الوقت ونحقق فرصة في إنتاج جزء كبير من المنتجات والمستلزمات اللي بنجيبها من برا". وأردف: "نزود الناتج المحلي ونشغل الناس في مصر، ونستهدف في أي مشروع أن نغطي الطلب في مصر بالأول قبل التصدير".
إذا فالحل في رهان الرئيس على التصنيع للخروج من المأزق الاقتصادي الذي تعانيه مصر، بسبب ما وصفه بـ أزمة الدولار الكاشفة، وأن يكون الهدف من زيادة عوائد التصنيع ليست التصدير فقط، بل تغطية الطلب في السوق الداخلي لمصر، كما قال الرئيس: "أنا عارف السوق العالمي فيه إيه، وفي مصر أقدر أعمل إيه، ولما أقول للناس تعالوا في تطوير الإنتاج من خلال اتفاقيات وتسعير الطاقة عندنا، وأقدم تسهيلات مع العمالة المصرية التي تكلفتها لا تقارن بأي تكلفة تانية"، ولذلك تأتي أهمية الرخصة الذهبية، التي تختصر الإجراءات أمام المستثمر في إجراء واحد بعيدا عن تعقيدات البيروقراطية، إلى كل من يتقدم للحصول عليها لمدة 3 أشهر، وقد وعد الرئيس بمد الفترة ثلاثة أشهر أخرى حال نجاح التجربة في تحقيق عوائد، وأقبل عليها رجال الأعمال والمستثمرون.