نصيحة مخلصة!
ثمة رأى ساد بين المحللين بأن الرئيس الأسبق حسنى مبارك جاءت قراراته متأخرة إبان انتفاضة يناير.. فهو لو كان أعلن مساء الخامس والعشرين من يناير إقالة الحكومة لكان لبى مطالب الذين خرجوا للتظاهر والتى كانت وقتها تقتصر على إقالة وزير الداخلية.. ولو كان أعلن مساء الثامن والعشرين من يناير أنه قرر هو وابنه عدم خوض الانتخابات الرئاسية لكان محتملا ألا يصر المتظاهرون على تنحيه فورا..
وهؤلاء المحللون يستندون في تقديراتهم هذه على أن صاحب القرار ليس مطلوبا منه أن يتخذ القرار السليم والصائب. فقط وإنما عليه الحرص أن يتخذ هذا القرار في التوقيت المناسب والسليم. وهذه نصيحة مخلصة لكل أصحاب القرار في كل مجال لا تؤكدها انتفاضة يناير فقط وإنما تؤكدها أيضا العديد من تجارب الحياة..
فإن التأخر في اتخاذ القرار السليم والصحيح له دوما تداعيات سلبية عديدة تَخَلَّق مشاكل أكبر، وتباعد بين صاحب القرار والجمهور، وتخلق أزمة ثقة وتثير الشكوك في الالتزام بالقانون وبقواعد العدالة.
ولو نظرنا حولنا وفتشنا في مجريات حياتنا سوف نكتشف أمورا عديدة تأخر أصحاب القرار في اتخاذ القرارات السليمة تجاهها، على غرار ما جرى في إزالة وهدم المبانى الآيلة للسقوط، وهو ما أدى إلى وجود ضحايا لسقوطها..
نحن أحيانا ننتظر على المشاكل حتى تتفاقم ثم نتحرك لعلاجها فيكون ثمن العلاج باهظا وأحيانا يكون متعذرا للأسف الشديد.. ولو صار اتخاذ القرار السليم في التوقيت السليم وبلا تأخر سوف نجنب أنفسنا الكثير.. الكثير من المتاعب والكثير من الأعباء، والأهم سوف نرضى الناس الذين سيتأكدون أن القانون لا يعرف مجاملات وأن قواعد العدالة محترمة في المجتمع، وقبل ذلك كله أن صوت المواطن مسموع من كل مسئول.