وزير البترول يشارك في التوقيع على مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي
شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، في التوقيع الأوروبي على مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبى بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجال الهيدروجين الأخضر وذلك على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخCop27 المنعقدة حاليا بشرم الشيخ.
وتشمل مذكرة التفاهم عددًا من مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك في مجال انتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته واستهلاك وتجارة الهيدروجين، ويعد أحد أهم أهدافها تشجيع تدفق الاستثمارات وتعزيزها في مجالات البنية التحتية لتوزيع وتخزين وتصدير الهيدروجين وتوليد الطاقة المتجددة بما يسهم في دعم تنفيذ هدف مصر للوصول بمساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء الى 42% بحلول عام 2035 ودعم مسار مصر لخفض الانبعاثات وإيجاد بدائل من الطاقة الخضراء للإسراع بإزالة الكربون والمساهمة فى خطط الاتحاد الأوروبى المستقبلية لاستيراد الهيدروجين ومشتقاته.
كما جرى التوقيع ايضًا على إعلان مشترك بشأن المياه والغذاء والطاقة في اطار المشروع المصرى " نُوَفًى " والذى يتضمن مساهمة الاتحاد الاوروبى بما يصل إلى 35 مليون يورو لدعم محور المياه والغذاء والطاقة في هذا المشروع.
شارك في مراسم التوقيع من الوزراء والمسئولين بمصر والاتحاد الاوروبى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى والسفير عمر ابوعيش رئيس المكتب الوطنى لتنفيذ اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية بوزارة الخارجية، والسيد فرانس تيمرمانز نائب رئيس المفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء والسيدة كادرى سيمسون مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبى والسفير كريستيان برجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة.
وأوضح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في كلمته عقب انتهاء المراسم أن التوقيع على شراكة استراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبى في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقاته يأتي في إطار تطوير حلول لتأمين مصادر طاقة نظيفة خالية من الكربون في ظل التحولات الكبيرة في مشهد الطاقة العالمى وتحديات العرض والطلب على الطاقة والاتجاه العالمى لتوفير طاقة مستدامة بأسعار مقبولة لمواجة التغير المناخى ، وأضاف أن الهيدروجين النظيف ومشتقاته هو أحد ابرز الحلول للتغلب على هذه المعضلة بما يسهم في تحقيق اهداف إزالة الكربون وخلق فرص لتنمية التعاون الصناعى والنمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل.
واكد الوزير ان توقيع هذه المذكرة يعكس مضى مصر والاتحاد الاوروبى قدمًا في تحقيق الرؤية الاستراتيجية المشتركة للتعاون فى مجال الطاقة والإسراع باجراءات تحقيق اهداف اتفاقية باريس، مشيدا بالتعاون الممتد بينهما منذ سنوات، وأشار الى أن مذكرة التفاهم ستتيح تعزيز التعاون والمشاركة بين الجانبين وتضافر الجهود وتوفير الخبرات والموارد والتكنولوجيات اللازمة لتطوير حلول الهيدروجين الأخضر.
واستعرض الوزير جهود مصر بالتعاون مع شركائها الدوليين لاستثمار إمكانات الهيدروجين لديها ودعم رؤيتها لتصبح مركزًا إقليميًا للهيدروجين منخفض الكربون فى المستقبل القريب، مشيرا الى قيامها باتخاذ خطوات رئيسية لتطوير صناعة الهيدروجين منخفض الكربون حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى في قمة المناخ إطلاق منتدى الهيدروجين الاخضر العالمى بالشراكة مع بلجيكا وعدد من الشركاء الدوليين علاوة على إطلاق إطار استراتيجية مصر الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون وتوقيع اتفاقيات اطارية مع كبرى شركات القطاع الخاص العالمية لمشروعات الهيدروجين الاخضر.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في كلمته على الجهود المبذولة في مجال الهيدروجين أنه من المتوقع ان ينمو الهيدروجين الأخضر بسرعة بسبب توافر التكنولوجيا وأن الدول الكبرى بدأت فى إنتاج الهيدروجين واستخدامه فى الطاقات الجديدة والمتجددة في ظل توجه عالمى لخفض غازات الاحتباس الحرارى بالاخص فى الإنتاج والاستهلاك والتركيز على تكنولوجيات الهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية كانت قد دعت لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لادخال الهيدروجين منخفض الكربون كمصدر واعد للطاقة فى المستقبل وانطلاقًا من غنى مصر بموارد الطاقة الجديدة والمتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولفت إلى أنه على هامش القمة قد جرى الإعلان عن البدء فى المرحلة الاولى من تنفيذ اول محطة هيدروجين نظيف فى العين السخنة.
ومن جانبها اكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى اننا نعمل من خلال المشروع المصرى " نُوَفًى " على تقديم نموذج يحتذى به في التزامنا مثلما اوضح الرئيس السيسى بتوجهنا نحو الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الاخضر باعتباره قطاع اقتصادى اخضر، مشيرة الى أن كل الاتفاقيات التى تم توقيعها تدعم القطاع الخاص فى مجالات الطاقة والغذاء والمياه بمصر كما تدعم الاستقرار ، وأن بدء تنفيذ المشروعات يعد شهادة على التزام الحكومة بالاجراءات والالتزامات الدولية مع شركائنا الدوليين وبالاتفاقيات المشتركة، مشيدة بقوة العلاقة والتعاون مع الاتحاد الأوروبى.
وقالت كادرى سيمسون مفوضة الطاقة بالاتحاد الاوروبى ان مصر لديها إمكانات كبيرة في مجال الهيدروجين واشادت بالإعلان عن هذه الخطوة ضمن مؤتمر COP27 بما يؤكد الشراكة الناجحة مع مصر التي تعد احد اهم شركاء الاتحاد الاوروبى في الطاقة، حيث نسعى لتعزيز صناعة وإنتاج وتسويق وتوزيع الهيدروجين ودمج الجهود المشتركة لتحقيق امن الطاقة والاستدامة.
وقال فرانس تيمرمانز نائب رئيس المفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء " علينا التحول لإزالة الكربون من مجتمعاتنا وإعطاء الطاقة زخم جديد ولذلك فنحن نحتاج الهيدروجين النظيف. ونعمل على زيادة الأسواق للهيدروجين الأخضر حيث تعد مصر بلدًا مثاليًا كسوق للهيدروجين الأخضر و مورد محتمل للسوق الأوروبى فهى تتوسع ولديها الإمكانات فى مجال الهيدروجين الأخضر فى أفريقيا مما يعنى أنه من الممكن أن يكون هناك سوق كبير للهيدروجين وتحقيق المنافع المشتركة في ظل توسع السوق الاوروبى وحاجته لموردين للهيدروجين من خارج أوروبا وتعد مصر أقرب الأسواق ".
وأعرب تيمرمانز عن شكره وتقديره للرئيس السيسى على رؤيته الواعية واهتمامه بدعم تنمية صناعة الهيدروجين في مصر، كما وجه الشكر لوزراء الحكومة المصرية المعنيين على رؤيتهم وجهودهم الواعية في هذا المجال مشيدا بالنظرة الشاملة التي تتبناها مصر في مثل هذه المشروعات مما يساعدها على تبوء مكانة أعلى معربًا عن سعادته بتعزيز التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبى لتحقيق الأهداف المشتركة.