كيف يتربح الناتو من استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟
أشهر طويلة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولا مصلحة حقيقية في المعركة الطاحنة تكسبتها أوكرانيا من إشعال غضب الروس وتجاهل حساباتهم الأمنية، بينما يتربح الناتو من جر موسكو للحرب واستنزافها عبر وسيط يتحمل فاتورة المواجهة كاملة.
معركة خاسرة
يقول يحيى فاضل الكاتب والباحث أن القيادة الأوكرانية بزعامة الرئيس فلاديمير زيلينسكي تواصل الحرب والقتال والتماهي التام مع الخطة الغربية في معركة خاسرة تمامًا.
وأوضح الباحث أن أوكرانيا تواجه قوة عسكرية عظمى ولن تستطيع الصمود أمامها ناهيك عن الانتصار عليها، مردفا: مهما تدفقت المساعدات العسكرية والسياسية إليها من الغرب لن تفوز في المعركة.
وتابع: النتيجة النهائية ستكون مزيدًا من العناء والتدمير للشعب الأوكراني، صحيح أن ذلك يستنزف بعض قوى روسيا ولكنه سيكون محدودًا ولا يتناسب مع حجم تدمير دولة كبيرة ومتقدمة مثل أوكرانيا.
وتساءل: أي منطق يتبعه ساسة أوكرانيا بإصرارهم على مواصلة الحرب خاصة بعد أن اتضحت أهداف الغرب ونواياه تجاه بلادهم وجيرانها، لافتا إلى أن الناتو لا يهمه أولًا وأخيرا إلا استنزاف وعزل روسيا حتى وإن تم ذلك على حساب أوكرانيا.
وأوضح الباحث أنه بإمكان حكومة أوكرانيا مهادنة الروس والتفاوض معهم والبقاء على الحياد لحماية بلادهم وشعبها من هذا التدمير الهائل، مردفا: غالبًا لن يكسبوا من عضوية الناتو إلا أن يصبحوا في فم المدفع ويمسوا وقود أي حرب بين الناتو وروسيا
صافرات الإنذار
كانت العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى تعرضت اليوم لقصف روسي هو الأول منذ منتصف أكتوبر، وذلك بعد أيام قليلة من انسحاب القوات الروسية من خيرسون في جنوب البلاد وفي خضم انعقاد قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا.
وانطلقت صفارات الإنذار في كل أنحاء أوكرانيا، وبعد دقائق، سُمع دوي انفجارات في كييف ولفيف وخاركيف وعقب الضربات الجوية انقطعت الكهرباء في العديد من المناطق وفق ما قالت السلطات الأوكرانية.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت أكثر من 100 صاروخ على أوكرانيا، وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "هناك هجوم على العاصمة، وفقًا للمعلومات الأولية، أصيب مبنيان سكنيان في منطقة بيتشيرسك، وأسقطت المضادات الجوية العديد من الصواريخ فوق كييف، وهناك مسعفون ومنقذون في موقع الضربات الجوية".
وأضاف في وقت لاحق أن "ما لا يقل عن" نصف سكان كييف بلا كهرباء حاليًا"، مشيرًا إلى أن "عمال الإنقاذ عثروا على جثة".
الضربات الجوية
ومن جهته، قال نائب رئيس مكتب الرئيس كيريلو تيموشنكو في بيان على الإنترنت إن الصواريخ أطلقتها القوات الروسية، وتابع أن وضع شبكة الكهرباء "حرج" بعدما استهدفها القصف.
وبعد فترة وجيزة، أعلن رئيسا بلديتَي لفيف وخاركيف أن المدينتين تعرّضتا للقصف، وقال رئيس بلدية لفيف أندريه سادوفيه على تلجرام "الانفجارات تُسمع في لفيف، أطلب من الجميع البقاء بمأمن"، مشيرًا إلى أن "جزءًا من المدينة كان بدون كهرباء".
وتعود الضربات الجوية السابقة التي استهدفت العاصمة الأوكرانية إلى 10 أكتوبر و17 منه، وهي استهدفت خصوصًا البنى التحتية للطاقة الأوكرانية من أجل حرمان السكان من الكهرباء مع اقتراب فصل الشتاء، وبرّرت موسكو عمليات القصف "الكثيفة" بالتدمير الجزئي للجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.