اعتزلت الفن بعد "حياتى عذاب".. 91 عاما على ميلاد ملكة الإغراء هند رستم
هي جميلة جميلات السينما، من أكثر النجمات اللاتي حصلن على الألقاب؛ فهي مارلين مونرو الشرق وجميلة الجميلات وملكة الإغراء.. وُلدت الفنانة هند رستم في مثل هذا اليوم عام 1931 في حي محرم بك بالإسكندرية، لأب من عائلة تركية يعمل ضابطًا في الشرطة، وأم اسكندرانية، درست بمدرسة الفرنسسكان، لكنها عشقت الفن، ورحلت عام 2011.
كانت ناريمان وهو الاسم الحقيقى لهند رستم طفلة شقية جدًا لدرجة أنها قالت عن نفسها في تصريحات سابقة إنها تمنت أن تكون ولدا لكى تلعب كرة القدم وتسجل أهدافا، وكانت تلبس أحذية الذكور وتقلد حركات وتصرفات والدها وطريقة سيره.
هند التحقت في طفولتها بمدرسة سان فان سانت بول في الإسكندرية، وبعد انتقالها للقاهرة ألحقتها جدتها بالمدرسة الألمانية بباب اللوق، وكانت هند تعيش مع جدتها لوالدها وأعمامها، بعد انفصال والدها ووالدتها في سن 9 سنوات، ومن دلائل شقاوتها أنها طردت من المدرسة الألمانية لعدم التزامها وانضباطها وشك زملائها بالدبابيس، بحسب ما ورد في كتاب روائع النجوم للكاتب محمود معروف.
تلميذة الفرنسيسكان
والتحقت هند بعد ذلك بمدرسة الفرانسيسكان، واستمرت في نفس أسلوب الشقاوة مما تسبب في استدعاء ولى أمرها كل أسبوع، وكان عمها يكتب تعهدا على نفسه بأنها ستلتزم وفى المرة الأخيرة تم استدعاؤه وأبلغته إدارة المدرسة بأن هند عضت ثلاثا من زميلاتها.
غزل البنات
وكان أول ظهور فني لها عام 1947 في فيلم "أزهار وأشواك"، كومبارس مع شادية، وفي عام 1949 ظهرت في أغنية «اتمخطري يا خيل» لمدة دقيقتين ككومبارس أيضا تركب حصانًا خلف ليلى مراد في فيلم "غزل البنات" مع نجيب الريحاني ويوسف وهبي، ثم توالت بعد ذلك الأدوار الصغيرة، ثم بدأت رحلة النجومية في السينما مع اول دور كومبارس ناطق بفيلم " الستات ميعرفوش يكذبوا "، واشتهرت بأدوار الإغراء في السينما المصرية في خمسينيات القرن العشرين،
أدوار الاغراء
لمع نجم هند رستم وصارت أشهر وأهم نجمة إغراء في السينما المصرية، على يد المخرج حسن اﻹمام الذي استفاد من مواهبها المتعددة، وأسند إليها الأدوار البارزة في تاريخ حياتها؛ لتشكل هند رستم حالة خاصة في الأداء السينمائي، ورغم أن أدوار البطولة الأولى لها كانت إغراء كما في فيلم "الجسد"، إلا أنها لم تلبث أن غيَّرت من هُويتها في أفلام أخرى مثل "باب الحديد" و"امرأة على الهامش"، كما عملت دورًا كوميديًا متميزًا في فيلم "حب في حب".
74 فيلمًا فقط هي حصيلة المشوار الفني لهند رستم، من أشهرها: الأب والروح، الجسد، حب في الظلام، اللقاء الأخير، اعترافات زوجة، حدث ذات ليلة، بنات حواء، ابن حميدو، رسالة غرام، الستات ميعرفوش يكدبوا، بنات الليل، وانتصار الحب، جريمة حب، انت حبيبي، نساء في حياتي، ابن حميدو، عشاق الليل، لا أنام، رد قلبي، الحب الصامت، باب الحديد، ساحر النساء، الخروج من الجنة، وغيرها.
قمة النجومية
وصلت هند رستم إلى قمة تألقها في دور هنومة بفيلم " باب الحديد" عام 1958 للمخرج يوسف شاهين لتقدم معه أيضا أفلام: انت حبيبى، بابا أمين، ثم انتقلت مع مخرج الروائع حسن الإمام الذى كان صاحب الفضل عليها منذ بداياتها فقدمها في دور البطولة في أفلام: الراهبة، شفيقة القبطية، الجسد، ثم تعاونت مع أغلب المخرجين مثل صلاح أبو سيف وبركات وحسام الدين مصطفى وزوجها الأول حسن رضا وفطين عبد الوهاب.
البداية مع حسن الإمام
عن بداياتها السينمائية تقول هند رستم في مجلة الكواكب عام 1978: وصلت إلى الشهرة بالحظ، فلم أسع إليها ولم أتعب فيه فكان دخولى الفن مجرد هاوية معجبة بالعمالقة الكبار من الممثلين، وكان المنتج حسن رمزى مؤمنا بمواهبى فقدمنى الى المخرج حسن الإمام وأرسل معى توصية منه، وكنت أتمنى في ذلك الوقت ان اعمل مع حسن الإمام لأنى كنت أقرأ أنه مكتشف النجوم، وكان أول دور لى معه في فيلم "بنات الليل" الذى كان البداية الحقيقية لى، وكان له الفضل في توجيهى ومن هنا كثرت الشائعات التي تجاهلتها فلم يهمنى وقتها إلا أمر واحد وهو كيف أنجح وكيف أحقق ذاتى.
كانت الفنانة الراحلة قاسما مشتركا في أعظم أفلام النجوم من مختلف الأجيال، فوقفت أمام الكاميرات مع يوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وفريد شوقي، وحسن يوسف، وأحمد رمزي، وإسماعيل يس، ويوسف شاهين كممثل ومخرج، وفريد الأطرش، ومحمود المليجي، ورشدي أباظة، وعمر الشريف، وأحمد مظهر وعادل أدهم وغيرهم من النجوم، بالإضافة إلى كل نجمات السينما في ذلك التوقيت.
رفضت هند رستم كتابة سيرتها الذاتية او مذكراتها ولها وجهة نظر في ذلك فهى تقول: لكى يتم تقديم عمل فنى عن حياة فنان أو فنانة لا بد أن يكون في حياتها حدثا هاما واحداثا مثيرة للجدل تستحق المناقشة وانا انسانة عادية ولاأملك هذه الاحداث فلا أحب ان يقدم عملا فنيا عنى فلن أضع تاريخى واسرارى في يد التجار، إلا أن فنانة مثل اسمهان تستحق إنتاج عمل فنى عنها.
زواج حتى النهاية
وبعد رحلة طويلة من الأعمال الفنية الخالدة، تزوجت أشهر طبيب أمراض نساء في مصر الدكتور محمد فياض، وقررت اعتزال الفن بعد آخر أعمالها "حياتى عذاب" عام 1979، وظلت النجمة الكبيرة بعيدة عن الأضواء ولكن ظلت أعمالها تتحدث عنها، حتى رحلت في صمت تاركة العالم، بعدما ابتعدت عن السينما والجمهور والأضواء.
حول هذا الزواج تقول هند رستم: تزوجنا زواجًا تقليديًّا؛ فقد تزوجنا بعد أن تعرَّفت عليه في شهر واحد لإحساسنا بالتقارب في الأفكار، بالإضافة إلى أخلاقه وأدبه الزائد عن اللزوم وهو كريم بمعنى الكلمة ورمز للطبيب الإنسان تعلمت منه الهدوء وطولة البال.