الصين تكشف عن مقاتلات شبح لأول مرة.. هل الهدف تايوان؟
كشفت الصين لأول مرة عن مقاتلات الشبح جاي 20 التي تلقب بالتنين العظيم، وذلك في إطار فعاليات الدورة 14 لمعرض الصين الدولي للطيران في مدينة جوخاي جنوبي البلاد، الذي انطلق بمشاركة أكثر من 740 شركة من 43 دولة.
والتنين الصيني العظيم هي مقاتلة من الجيل الخامس بمقعد واحد، فيما ذكرت تقارير في نوفمبر 2021 أن نسخة جديدة بمقعدين قامت برحلتها الأولى.
وتعمل في مختلف الأجواء الجوية، وهي مطورة من قبل شركة تشنجدو الصينية، ودخلت الخدمة في العام 2017 لأول مرة، ومن المتوقع أن يُخدِّم المقعد المزدوج على تلك التقنيات المستقبلية المتوقع تحديث "جيه-20" بها.
وتؤكد الصين أن J-20 “التنين العظيم” لديها القدرة على البحث، وتتبع مقاتلات F-22 وF-35 الشبحيتين الأمريكيتين.
وبحسب موقع "ميليتري ووتش مجازين"، فإن المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس من طراز "تشنجدو جيه-2 " تعد حاليًا واحدة من طائرتين فقط من جيلها قيد الإنتاج، ويتم نشرها على مستوى قوة السرب، وقد خدمت في سلاح الجو في جيش التحرير الشعبي الصيني منذ مارس 2017.
ومن المتوقع أن تتمتع بتفوق مريح على مقاتلات الجيل الرابع في حالة حدوث صراع.
ويُعد المعرض -الذي يستمر 6 أيام ويقام كل سنتين- منصة للصين والدول المشاركة، لعرض أحدث التقنيات في تكنولوجيا الطيران المدني والعسكري.
تطوير المنظومة الدفاعية
لكن الصناعات العسكرية تحتل حيزا مهما في المعرض، وهو ما يعكس توجّه بكين نحو تطوير منظومتها الدفاعية، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في مضيق تايوان وبحر جنوب الصين.
وإلى جانب الطائرة الشبح الجديدة، كشفت بكين أيضا عن أحدث إصداراتها من الطائرات المقاتلة والمسيرة العابرة للقارات، كما كشفت عن أول طائرة مدنية.
وبهذه الطائرة التي تمتلك الصين منها نحو 200 طائرة، غدت ثاني دولة في العالم -بعد الولايات المتحدة- تمتلك مقاتلات من الجيل الخامس.
كما عرضت بكين طائرات وينج لونج المسيّرة من الجيل الثالث، العابرة للقارات والقادرة على حمل 16 صاروخا وقنبلة.
صفقات أسلحة جديدة
واستقطبت هذه الإصدارات صفقات أسلحة جديدة للشركات الصينية، حيث قال مدير قسم إدارة الأصول بمؤسسة الفضاء الصينية وان يانهوي، إن المبلغ الإجمالي للعقود الموقعة هذا العام تجاوز الدورة السابقة، وأضاف أن صفقات الشراء بلغت 50 مليار يوان (نحو 7 مليارات دولار أمريكي).
وأوضح أن الصين تصدّر المنتجات العسكرية لأكثر من 50 دولة، منها دول في أفريقيا والشرق الأوسط، متفوقة بذلك على روسيا لتصبح ثاني أكبر منتج للأسلحة في العالم.
ويأتي هذا المعرض في وقت تزداد فيه التوترات في مضيق تايوان وبحر جنوب الصين، حيث نشرت بكين أكثر من 100 طائرة من مقاتلاتها الجديدة جاي-20 على طول الشريط الساحلي الجنوبي لها، مع تكثيف الدوريات والتدريبات في منطقة بحر جنوب الصين، الأمر الذي وجدت فيه واشنطن تهديدا استدعى تمديد حالة الطوارئ المتعلقة بالصين.
موقف دفاعي
وبهذا الصدد، اعتبر المحلل السياسي قاو جي كاي أن الصين بالتأكيد في موقف دفاعي، ولا حاجة لها لاتخاذ زمام المبادرة لمهاجمة الولايات المتحدة أو أي دولة، مضيفا أن كل الاستعدادات القتالية للصين هي استعدادات لصد غارات وهجمات خارجية.
ومع ذلك، فإن المخاوف الدولية من استعادة بكين لتايوان بالقوة العسكرية تتزايد، خصوصا بعد تأكيد الرئيس الصيني عدم استبعاده استخدام القوة لاسترداد ما تراه الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
الاستعداد للحرب
وكان الرئيس شي جين بينج، طلب من جيش التحرير الشعبي "تركيز كل طاقته على القتال" استعدادًا للحرب، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأضافت الصحيفة أن صورًا ظهرت لشي يرتدي زيًا عسكريًا، خلال زيارته لمركز قيادة جيش التحرير، بشكل بارز على الصفحة الأولى من صحيفة People's Daily الصينية، الأربعاء.
وقال شي: إن الجيش يجب أن يعزز على نحو شامل تدريباته العسكرية استعدادًا للحرب، بعدما حذّر في المؤتمر الذي عقده الحزب أخيرًا من العواصف الخطيرة التي تلوح في الأفق.
ونُقل عن الرئيس الصيني قوله: ركزوا كل طاقتكم على القتال، واعملوا بجد على الارتقاء بقدراتكم على تحقيق النصر، مشيرًا إلى أنه يتعين على الجيش الدفاع بحزم عن السيادة الوطنية والأمن القومي، ووصف الوضع الأمني لبلاده بأنه غير مستقر وغير مؤكد.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد قال: إن الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينج، عازمة على ضم تايوان وفق جدول زمني أسرع بكثير من السابق.
ولم يذكر بلينكن تفاصيل عن هذا الجدول الزمني المتوقع، لكنه اتهم الرئيس الصيني بـ"خلق مناخ متوتر" جراء تغيير نهج بلاده تجاه تايوان.