18 عامًا واللغز ما زال مستمرًا.. هل توفى ياسر عرفات بالبولونيوم أم مادة مشعة؟
غدًا تمر 18 عامًا على رحيل رمز الثورة الفلسطينية، الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي توفى عام 2004.
18عامًا ولا يزال الغموض يكتنف ملابسات الوفاة. فقد أشارت أصابع الاتهام وقتها إلى إسرائيل التي كانت تضرب حصارا قويا عليه، فيما أشار علماء من جنسيات مختلفة إلى موته بطريقة طبيعية.
رحيل "أبو عمار"
رحل "أبو عمار" في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة لا زال يعاني منها الشعب الفلسطيني وقضيته التحررية، بفعل الاحتلال والعدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل.. شهداء، وجرحى، وآلاف المناضلين يقبعون في السجون، واستشراء للاستيطان، وهدم للمنازل، وتقطيع لأوصال الوطن...
كان تقرير أصدره علماء سويسريون قد قال إن الاختبارات التي أجريت على جثة "أبو عمار" أظهرت "مستوى نشاط عال وغير متوقع" لمادة البولونيوم.
وتؤيد هذه النتيجة "نوعا ما" النظرية التي يعتقد فيها كثير من الفلسطينيين، وهي أن عرفات مات مسموما.
وتفيد التقارير الطبية الرسمية لعرفات أنه مات في عام 2004 بسبب جلطة نتجت عن اضطراب في الدم. ولم يتمكن الأطباء الفرنسيون حينذاك من تحديد سبب هذا الاضطراب.
وكانت جثة عرفات قد استخرجت لإجراء بعض الاختبارات عليها العام الماضي وسط ادعاءات متواصلة بأنه قتل. واتهم كثير من الفلسطينيين إسرائيل بأنها وراء موته، وهذا أمر لا تزال إسرائيل تنفيه.
وفي شهر يوليو 2012، أشار برنامج وثائقي بثته قناة الجزيرة إلى أن العلماء في معهد الفيزياء الإشعاعية السويسري عثروا على آثار "دالة" على مادة شديدة الإشعاع وسامة في الحاجيات الشخصية التي أعطيت لسها أرملة عرفات عقب وفاته، بما في ذلك كوفيته المعروفة.
استخراج الرفات
وطالبت أرملته سها عرفات، السلطة الفلسطينية بمنح التفويض اللازم لاستخراج رفاته من أجل "كشف الحقيقة".
وسمحت السلطة الفلسطينية للمحققين الفرنسيين وفريق من العلماء السويسريين باستخراج الرفات وأخذ عينات للاختبار.
كما أرسلت روسيا خبراء، وأرسلت عينات إلى وكالتها الاتحادية للطب والبيولوجيا.
ورفعت أرملة عرفات قضية مدنية في باريس، تقول فيها إن زوجها قتل بواسطة مجهول سمته "المدبر X" للجريمة.
وبدأ الادعاء الفرنسي تحقيقا في القتل في القضية في أغسطس 2012.
ياسر عرفات
وكان خبير في الطب الشرعي قد قال: إن مستويات البولونيوم التي عثر عليها العلماء السويسريون في رفات عرفات كانت أعلى من 18 إلى 36 ضعفا من المستوى الطبيعي.
ولكنهم، مع ذلك، قالوا إن ما توصلوا إليه لا يثبت بما لا يدع مجالا للشك نظرية أن عرفات مات مسموما.
"سلسلة احتجاز"
وشدد العلماء السويسريون على أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة محددة بسبب الوقت الطويل الذي مر منذ وفاة عرفات، وبسبب العينات المحدودة التي كانت متاحة، وبسبب ما حدث من خلط في "سلسلة احتجاز" بعض العينات.
وبصفة عامة، فإن تاريخ الحادي عشر من نوفمبر من كل عام، سيظل يشكل ذكرى أليمة تذكر برحيل قائد خاض نضالًا تحرريًا في سبيل القضية الوطنية لعشرات الأعوام، وواجه من أجلها معارك عسكرية وسياسية لا حصر لها، حتى انتهت باستشهاده في العام 2004، بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام لمقره في مدينة رام الله.