بري: لبنان لن يتحمل أكثر من أسابيع
أطلق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي تراجع مؤخرا عن مبادرة للحوار بين الكتل البرلمانية للتوافق على رئيس جديد للبلاد، تحذيرات من أن لبنان لم يعد يحتمل الاستمرار في الوضع الراهن، مشددا على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس جديد وإنهاء الشغور الرئاسي.
استمرار الفراغ الدستوري
وبحسب وسائل إعلام، قال بري إن لبنان لن يتحمل أكثر لأسابيع إضافية، في إشارة إلى أن استمرار الفراغ الدستوري من شأنه أن يفاقم المتاعب المالية بينما يرزح البلد تحت وطأة أسوأ أزمة على الإطلاق.
وكان يشير إلى حالة الشلل السياسي الذي يعطل مسارا إصلاحيا ضروريا يطالب به صندوق النقد الدولي للإفراج عن قروض ومنح دولية بالمليارات يراهن عليها لبنان لوضع حد لحالة الاضطراب المالي.
حكومة تصريف الأعمال
ومنذ مطلع سبتمبر الماضي، أخفق نواب البرلمان 4 مرات في انتخاب رئيس خلفا للمنتهية ولايته ميشال عون. وبدأ شغور رئاسي منذ مطلع نوفمبر الجاري، بينما تواصل حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي إدارة البلاد لكنها تقف عاجزة ولا تملك صلاحية اتخاذ أو المصادقة على أي قرار باعتبارها لا صلاحيات دستورية تخولها لفعل ذلك.
وكان عون قد قبل في اللحظات الأخيرة استقالة الحكومة فاتحا الباب لجدل سياسي حول دستورية الحكومة، في خطوة بدا أنها رد فعل على الخلاف مع ميقاتي ولإتاحة الفرصة لحلفائه وعلى راسهم حزب الله لإدارة اللعبة السياسية بأريحية بينما يتزاحم في السباق إلى قصر بعبدا الكثير من المرشحين بينهم اثنين على الأقل من حلفاء حزب الله هما سليمان فرنجية زعيم تيار المردة ووزير الخارجية السابق جبران باسيل صهر عون وزعيم التيار الوطني الحر.
الشعب اللبناني خط الفقر
وقال بري خلال لقائه نقيب الصحفيين اللبنانيين عوني الكعكي وأعضاء مجلس النقابة الاثنين، إن "أولى الأولويات هي لانتخاب رئيس جديد للبلاد" وندعو إلى "التوافق في هذا الاستحقاق"، بحسب بيان من مكتب بري.
وتابع "الله خلقنا مختلفين ومتفرقين كي نسمع لبعضنا البعض ونتلاقى مع بعضنا البعض على كل الأحوال"، مضيفا "أمام تراكم الأزمات وأكبرها الأزمة الاقتصادية، إذ أن 80 بالمئة من الشعب اللبناني بات تحت خط الفقر ناهيك عن أزمة الكهرباء التي صرفنا عليها عشرات المليارات والحوار مع صندوق النقد الدولي، كل ذلك يجب أن يؤدي للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية".
وحذر بري من أن "لبنان قد يستطيع أن يتحمل أسابيع، لكنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يتحمل لبنان واللبنانيون المزيد من التدهور"، معلنا أنه سيدعو إلى عقد جلسة كل أسبوع لانتخاب رئيس للبلاد.
الانتخابات الرئاسية
وكشف أن "جدول أعمال الحوار الذي كان بصدد الدعوة إليه كان فقط التوافق على الانتخابات الرئاسية"، لافتا إلى أن "كل المحطات الخلافية التي مر بها لبنان انتهت بالحوار والتوافق، من اتفاق الطائف 1989 إلى الدوحة 2008 إلى طاولات الحوار في الداخل"متسائلا "فهل نتعظ (؟)".
ورأى أن "الوضع الأمني في لبنان محصن واللبنانيون يملكون من الوعي ما يحول دون الانجرار والانزلاق في أتون الاحتراب والفتن".
ووفق مراقبين، فإن التوافق على انتخاب رئيس للبنان ينتظر توافقات إقليمية ودولية، وربما يرتبط باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي جرى توقيعه مع إسرائيل في 27 أكتوبر الماضي بوساطة أمريكية.
فترة الرئاسة
وتدوم فترة ولاية الرئيس اللبناني 6 سنوات غير قابلة للتجديد ولا يجوز إعادة انتخابه للمنصب نفسه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته الأولى.