لحظة انتباه!
تعاملت جماعة الإخوان مع دعوات التظاهر في ٢٥ يناير ٢٠١١ بتحفظ رغم أنهم كانوا منخرطين من خلال تنظيمات وتجمعات في الدعوة لها والترحيب بها، ولم يجاهرون بموقفهم الداعم لها والمشاركة فيها إلا بعد ظهر يوم الجمعة ٢٨ يناير بعد انسحاب قوات الشرطة من الشوارع.. لكنهم بالنسبة لدعوات التظاهر في ١١ نوفمبر الحالى تبنوا مبكرا تلك الدعوات وانخرطوا بقوة وحماس ونشاط لنشرها والترويج لها وحث المصريين على الاستجابة لها، بل إنهم أسسوا خصيصا فضائيتين لنشر هذه الدعوات اختاروا ١١/١١ اسما لإحداهما!.. لماذا هذا التغير في تكتيك الإخوان؟!
دعم الأمريكان
في يناير ٢٠١١ وكما كشفت أوراق وتسجيلات قضية التخابر أن جماعة الإخوان كانت حريصة جدا على أن ينالوا موافقة صريحة من الأمريكان على المشاركة في المظاهرات، تمت تلك الموافقة من خلال الاتصالات الاخوانية التى كانت تجرى وقتها بين الأمريكان ومحمد مرسى وأحمد عبدالعاطى.. أما الآن فهم قد عرفوا من خبرة السنوات السابقة أن دعواتهم للتظاهر في مصر لن تؤثر سلبا على علاقاتهم بالأمريكان والغرب عموما، وها هم عندما ضاق بهم الحال قليلا في تركيا غادرها بعضهم إلى بريطانيا ليمارسوا فيها نشاطهم الاعلامى والسياسى.
هذا هو السبب الأساسى في قيام الإخوان بالكشف عن وجوههم مبكرا جدا بالنسبة لدعوة ١١/١١ والانخراط بهمة ونشاط في الترويج لهذه الدعوة.. فهم لا يحتاجون الآن، كما كان الحال في عام ٢٠١١، للتأكد من دعم الأمريكان لوصولهم إلى السلطة ولذلك كانوا حريصين على ألا يقوموا بأى خطوة إلا بعد استئذانهم والحصول على الموافقة منهم..
بل الأكثر من ذلك أنهم يعرفون أيضا أن الوضع المصرى تغير كثيرا عما كان عليه الحال في ٢٠١١، ولا يحمل احتمالات لحدوث تغيير سياسى قريب حتى وإن كانوا يتمنونه بشدةَ، ولذلك إرتفعت أصوات منهم تحذر من الإحباط بعد فشل دعوة ١١/١١ وتدعو للإستمرار في نشاطهم الذى يستهدف إحداث تآكل في هذا الوضع قبل انتخابات الرئاسة في ٢٠٢٤.. وما دام لديهم ما يكفى ويزيد من الأموال فإنهم لن يتوقفوا وسوف يظلون يعملون من أجل إستعادة السلطة التى طردوا منها عام ٢٠١٣.
لقد طرح على قبل بضعة شهور قليلة في أول حلقة من برنامج مصر جديدة سؤال حول مستقبل جماعة الإخوان فأجبت: تنظيميا إنتهت جماعة الإخوان بتصفية هياكلها التنظيمية داخل البلاد.. وماليا هى قادرة على أن تؤذينا لسنوات.. وفكريا هى مازالت موجودة ويمكن إعادة بناء نفسها تنظيميا إذا منحناها الفرصة.. ومازلت أرى إننى قلت الصواب، رغم أن هناك من بشرنا بإنتهاء جماعة الإخوان وموت جماعتهم والآن يؤسس تجمعا لمناهضتهم!