ملاحظات على بيان القمة
قليلة هى القمم العربية التي لم تشهد خلافات كبيرة، ربما أبرزها قمة الخرطوم في 67 التى اتفق فيها العرب جميعا على دعم مصر وسوريا والأردن بعد العدوان الإسرائيلى الذى انتهى باحتلال أراضي للدول الثلاث،
و قمة القاهرة في 1990 والتي اتفق فيها العرب على تحرير الكويت عسكريا بعد اقتحام صدام لها..
أما بقية القمم العربية فقد كانت دوما مسرحا للخلافات والمواجهات بين القادة العرب، والتى وصلت أحيانا لتبادل التهديدات كما حدث بين القذافي والملك عبدالله، وسب بشار الأسد القادة العرب!
لذلك ليس مفاجئا أن تشوب أعمال وفعاليات قمة الجزائر بعض الخلافات بين المشاركين فيها، والتى كان أبرزها ما حدث بمشاركة وزير خارجية المغرب فيها.. لكن الملاحظ من البيان الختامي للقمة الذى تم إعلانه أن مكان إنعقاد القمة وبرئاستها له تأثير واضح في صياغة هذا البيان.. وهذا يتضح من تلك الملاحظات.
أولا خلا البيان وهو يتحدث عن الأزمة الليبية من أى حديث عن ضرورة جلاء القوات الاجنبيةَ عن الأراضى الليبية ووقف أية تدخلات أجنبية في شئونها، خاصة التدخلات التركية..
ثانيا لم يتضمن البيان الختامي للقمة وهو يتحدث عن العلاقات العربية مع الدول الإقليمية غير العربية أى إشارة لرفض تدخلها في الشأن العربي وإثارة أزمات في المنطقة كما تفعل إيران وتركيا.
ثالثا تناسى البيان أن يتضامن مع كل من مصر والسودان في التهديدات التى يتعرض لها أمنهما المائى بسبب إصرار إثيوبيا على التحكم في مياه النيل الأزرق والسيطرة على تدفقها إليهما وعدم احترامها إتفاق 2015 الذى يقضى بأن يكون ملء وتشغيل السد الاثيوبي بالتوافق بين الدول الثلاث المتشاركة في النهر.
وهنا نلحظ بوضوح التأثير الجزائرى في صياغة البيان الختامى للقمة.. فالجزائر حريصة علي الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع كل من تركيا وإيران ولم تشأ بالتالى إغضابهما في القمةَ.. كما أنها تميل في الأزمة الليبية منذ وقت مبكّر إلى أطراف ليبية معينة والأقرب لها الآن جغرافيا.. وفوق ذلك كله تحاول تقديم نفسها كوسيط بين مصروالسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى.