إعلامنا الوطني.. نقطة ومن أول السطر
تتسق الحاجة الماسة إلى التنمية مع حاجة مماثلة إلى إعلام تنموي جبهوي قادر على مواكبة التنمية ومواجهة المخططات التي تحاك ضد مصر والتي تقوم عليها أبواق خبيثة مدعومة من كيانات ودول أعيتها أمراض السياسة المقيتة فلازالت تنظر إلى دولنا نظرة تقودها أطماع من الماضي؛ فما لبثت تلك الدول أن واصلت تمويل الأبواق المشبوهة من عملائها الذين يمارسون التحريض ضدنا آناء الليل وأطراف النهار ضد بلد لا ذنب له سوى ممارسة حقه المشروع في الوصول إلى ترتيب دولي متقدم بين مصاف الدول الكبرى.
وأتذكر في هذا الصدد مخطط الهجوم الأعمى ضد إعلامنا الوطني من الداخل والخارج، فإن كان لنا على الإداء الإعلامي الحالي ملاحظات كثيرة، ينبغي أن نجدد التأكيد على أن الإعلام في مجملة لا يعيش منفردا في فراغ ولا يخترع محتوى من العدم أو من خيال صانعيه ولا يمكن أن يتنفس هذا الإعلام ويمارس دوره إلا في أجواء من الحرية المسؤولة دون توجيه أو قيود.
يحتاج الأداء الإعلامي الحالي إلى إعادة ضبط بوصلته بشكل مهني متوازن على أن يتولى الإعلاميون أنفسهم إعادة تصحيح المسار خصوصا وأن مصر غنية بعدد كبير من نجوم ماسبيرو من ذوي الخبرات المتراكمة فضلا عن كبار صحفييها من كبار الكتاب ورؤساء التحرير والصحفيين الشباب، وغني عن القول أن لدينا قلعة علمية كبيرة هي كلية الإعلام بجامعة القاهرة التي يمكنها وغيرها من كليات وأقسام الإعلام المصرية أن تقدم طرحا علميا موضوعيا في هذا الشأن.
يمكن لتلك الخبرات جميعا أن تنظم مؤتمرا موسعا تحاول فيه الوصول إلى استراتيجية عمل متكاملة وميثاق شرف إعلامي جديد والخروج بتوصيات عملية ملزمة برعاية صانع القرار، خصوصا وأن المصريين يعولون كثيرا على إعلامهم الوطني في تلك الفترة البالغة الحساسية من تاريخهم، بعد أن تبين للجميع أن مخططات الغدر والتحريض الآثمة التي تدار ضد بلادنا من الخارج تقوم على حروب دعائية ربما تنطلي أهدافها الخبيثة على عديمي الخبرة.