أكتوبر المجد والشرف والتاريخ
تكمل معركة العزة والكرامة العام المقبل ذكراها الخمسين، ولا زالت ذكراها متدفقة بالعطاء والدروس مما قدمه جيل أكتوبر حينما جندت دولة بشعبها وقيادتها وحكومتها وجيشها لدى التاريخ، ولقد كان لكاتب هذه السطور الشرف أن يذخر أرشيفه الصحفي بالعديد من الحوارات مع أبطال معركة الشرف.
لقد دأب المؤرخون على التعامل مع التاريخ باعتباره نبراسا للحاضر ودليلا للعبور إلى المستقبل؛ لذلك سيظل جيل أكتوبر ملهما لمعركة البناء، وطالما ألهم النصر كثيرا من مبدعي الدراما لإخراج العديد من الأعمال المميزة التي كانت توثيقا دقيقا لتلك المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.
تحل ذكرى النصر، وعلى أصدائها تتكرر أغاني أكتوبر يتقدمها «بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله»؛ ليستعيد المصريون تاريخهم بفخر وشرف، ولقد شاركت أمس الخميس في إحدى الفعاليات التي تم تنظيمها في بانوراما أكتوبر، ورأيت قدر الحماس المتدفق لدى مجموعة من الأسر والشباب وطلاب الجامعات، رأيت في أعين الشباب فرحة غامرة والحقيقة أن زيارة أسرية إلى بانوراما أكتوبر ربما ترسخ لدى الأطفال في ساعة واحدة مالا تزرعه الدروس سنينا، بزراعة القيم النبيلة في نفوس الأجيال الجديدة.
أتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتنظيم رحلات مكثفة للطلاب إلى تلك المواقع والمتاحف لتهيئة أجواء عملية لتعليم النشء تاريخ مصر ونضالها؛ حتى يشب الجيل قويا مستنيرا يستحيل خداعه.. كل عام ومصر وشعبها بخير.