رئيس التحرير
عصام كامل

سيدات الصعيد يقتحمن مجال الزراعة بنبات "الازولا"l فيديو

نبات الازولا
نبات الازولا

مرتديات ملابسهن العصرية يتجولن في حقول الزراعات الخضراء، يحملن بأيديهن معدات العمل، يقمن بالاشراف مع المختصين في العمل علي عملية الري، يقفن متطلعين الي السماء، رافعين ايديهن الي نبات اخضر يقفن في ضوء الشمس الحارقة، لايخشين علي ايديهن او بشرتهن من اي شئ، فهن يتزين بحمرة الخجل ويكتسين بخضرة ارضهن ويشربن من النيل الذي يحمل بين جنباته كل الخير لهن.

مؤسسي مشروع نبات الازولا بقنا

أنهن السيدات الخارقات لمجال الزراعة لاول مرة في صعيد مصر، كنا نسمع عن مساعدة الزوجة لزوجة في الارض واحيانا كن يمسكن الفأس ولكن جرأة نسائنا تلك المرة تخطت كل الحدود فهن يقمن بزراعة نبات جديد لمواجهة ازمة الاعلاف والسماد، وجدنا المعيلات يقفن عاجزات امام الطيور التي يقمن بتربيتها في المنازل فكانت الفكرة هو ايجاد بديل لتلك الاعلاف وسماد طبيعي للارض الزراعية فضلا عن أن مياه تستخدم لتربية الاسماك الصغيرة.

مشروع بدأته مدرسة اللغة العربية التي وجدت في عملها الخيري من خلال جميعته واشتركن معها أخريات ليكتبنا بأيديهن قصة نجاح جديدة تضاف الي انجازات المرأة في الصعيد وتحديد في مركز نقادة جنوب محافظة قنا.

الحاجة أم الاختراع

قالت هويدا فتح الله، أنه البداية كانت في ايجاد بديل لاعلاف البط والطيور التي ارتفعت بشكل جنوني في الفترة الاخيرة واصبحت تمثل أزمة للسيدة المعيلة، فكنت في البداية من خلال جمعيتي اقوم بتوزيع البط والطيور وللاسف في الفترة الاخيرة وجدت الكثير من السيدات يقفن عاجزات عن الطلب بسبب الاعلاف.

واستطردت قائلة:" وجدت ضالتي عندما قمت بالبحث في الانترنت عن بديل الاعلاف الطبيعي ووجدت نوعين من الزراعات كانت الازولا هي الاولي التي ساعدتنا في جلبها المهندسة أيمان محمد علي وكيل وزارة الزراعة الاسبق وحاليا مدير المشروعات التنفيذية والزراعية بالمحافظة وبرايم، وبالفعل تمكنا من الحصول عليها وزراعتها.

اثناء تنظيف احواض الازولا

صعوبات تنفيذ المشروع

أكدت “هويدا” علي أنها وجدت عدة صعوبات في البداية وكان من بينها ايجاد قطعة ارض لتنفيذ الفكرة وللاسف الكثير استغل الامر حتي وجدت مدرس زميل لي هو الذي ساعدني في هذا الامر وقامنا بتنفيذ الفكرة من خلال اربع احوضا يتم تعبئتهم بالمياه ويتم زراعة الازولا فهي نبات مائي يتم زراعته علي سطح المياه.

ونوهت “هويدا” الي أن التنفيذ بدأ في خلال ايام معدودة وفعليا خلال ايام سوف نحصد الثمار ونقوم بتوزيعها علي المعيلات والسيدات التي يقمن بتربية البط والطيور بالاضافة الي مشروع الاستزراع السمكي الذي سوف يتم تنيفذه والاستفادة من مياه تلك الاحواض في الزراعة فهي ستكون سماد طبيعي للارض.

شريكات المشروع بنقادة

وأثناء التجوال في أحواض نبات الازولا وجدنا اخرين يقوم بمساعدة “هويدا” في المشروع، وكانت البداية مع نعمة سيد أحمد، مأمور ضرائب، والتي قالت عن المشروع: “إننا في البداية عندما علمنا بالمشروع قمنا بإعداد دراسات عن المشروع والنبات تحديدا وتم توفير الموارد المادية للمشروع وبدأن التنفيذ من خلال قطعة أرض خاصة بأحد زملاء هويدا في المدرسة، وبعدها تم مسح الارض، وفعليا بدأت زراعة الأزولا التي قمنا بجلبها من محافظة الفيوم فهي مشهورة هناك أكثر في الزراعة ”.

وأشارت الي أنه قام بنزع جميع الزراعات التي كانت موجودة في الارض حتي نتمكن من الزراعة بشكل جيد وكانت هذه تضحية منه كبيرة فهنا الجميع يقوم بزراعة النبات المعروفة كالقصب والقمح ولكن مثل تلك الزراعات بالنسبة لهم مغامرة كبيرة.

ونوهت الي أن المشورع بالكامل قائم علي السايدات ولكن ساعدنا بقطعة الارض الزميل اسامة وهو يعمل مدرس ايضا، وكانت هذه اكبر خدمة قمت لنا كسيدات يقمن بالزراعة لاول مرة في الارض.

حل أزمة الاعلاف


واستكملت حديثها قائلة:" أن الهدف كان من هذه الفكرة هو حل أزمة الأعلاف للسيدات فهنا السيدات يعانين كثيرا والمعيلات بالطبع يصعب عليهم توفير الأعلاف بأسعار مرتفعة فكانت تلك الفكرة هي طوق النجاة وسوف نبدأ بعد ذلك في التوزيع علي السيدات ليقمن بالزراعة في البيت في حوض أو طبق بلاستيك كبير ايا ما يكون الأمر للزراعة حتي تتمكن من توفير العلف للطيور التي تقوم بتربيتها وخاصة البط.

وأشارت الي أنه سوف يتم توزيع زراعات الأسماك علي السيدات حتي يقمن بالتربية من خلال احواض المياه فضلا عن تسميد الأرض والتربة من خلال سماد حيوي ملئ بالعناصر الخصبة للارض.

أول مدير للتعاونيات في الصعيد

وأشارت المهندسة إيمان محمد علي، مدير المشروعات الزراعية بقنا، أن هويدا صاحبة فكرة المشروع هي اول سيدة تترأس جمعية تعاونية لاول مرة في صعيد مصر، وهو الامر الذي جعلني نساعدها لتحقق طموحاتها وتنفيذ فكرة الازولا التي ستوفر الكثير علينا في المحافظة خلال الفترة المقبلة.

وأشارت مدير المشروعات، إلي أننا نهدف من تلك التجربة النجاح لتعميمها والاستفادة من تنفيذه لإيجاد علف حيوي وسماد مغذي للارض الزراعية بالاضافة الي مشروع الاسماك الذي يقوم علي نفس الاحواض وهذا مشروع متكامل، فكرته ستكون ناجحة وموفقة في صعيد مصر.

وأكدت علي أنه تم دعمها وتدريبها من خلال مشروع “برايم” لثقل مهاراتها وخبراتها، لافتة الي أنها وجدت فيها عشق للزراعة وهو الامر الذي جعلني ادفع لها بفكرة الازولا وأن افتح مجال جديد وهو الزراعة وهذا معروف في الصعيد أنه للرجال فقط، ولكن اقتحام النساء له شيء جديد وهذا الدافع الرئيسي الذي جعلنا نوافق علي مساندة السيدات وخاصة تجربة “هويدا” وان تصل الي النجاح كما فعلنا مع أخريات في السابق.

الجريدة الرسمية