أشواق فوق الأشواك.. قصة طالبة دراسات عليا تبيع "كبدة وشاورما" بشوارع قنا l فيديو وصور
لم تخش كلام الناس، رسمت هدفها وجعلت مستقبلها نصب عينيها، لم تترك فرصة إلا واقتنصتها حتى تحقيق حلمها، فتاة من جنوب صعيد مصر وتحديدا محافظة قنا، تجلس بعيون حالمة تنظر إلى السماء تطلب العون من رب الكون.
بملامح بسيطة ترتسم البسمة علي وجهها، تمسك بأدوات مطبخها الصغير أمام شواية لطهي اللحوم، تجلس أمام طاولتها الخشبية التي ترتكن عليها، والتي تفترش عليها الخضر والعيش وأكياس اللحوم، يساعدها شابان صغيران في مقتبل العمر بعد تعرضها لحادث سقوط أصابها في قدمها.
أشواق سيد حسين، خريجة كلية نظم المعلومات، التي تقوم بتحضير دراسات عليا بجامعة القاهرة، لم تتردد في بيع سندوتشات “كبدة وسجق” علي طاولة خشبية أمام المعهد الديني بمدينة قنا لتحقيق حلمها في الحصول على الدكتوراة.
“فيتو” التقت بها للتعرف على قصة كفاح أشواق مع طاولة السندوتشات لاستكمال دراستها عليا، وما تطمح إليه مستقبلا.
بدايتي مع طاولة السندوتشات
قالت “أشواق”:" عمري 29 عاما وتخرجت من معهد نظم معلومات ادارية، وحاليا باستكمل دراساتي العليا بجامعة القاهرة، وقمت بعمل هذا المشروع إلى جانب دراستي ".
وأكدت أنها شاهدت هذا المشروع منذ فترة في القاهرة، وبدأت بتوزيع الفكرة في جروبات المحافظة الكبرى خاصة جروبات الفتيات على يقين بأنها سوف تجد دعما منهن لها باعتبارها مثلهن، وبالفعل كانت البداية مشجعة.
وأضافت “أشواق” أنها وجدت ترحيبا من سيدات ومسئولي المجلس القومي للمرأة وأساتذة وأطباء من السيدات في المجتمع القنائي إلى جانب الذكور الذين دعموا تلك الفكرة.
الأسرة كانت رافضة
وأشارت “أشواق” إلى أن أسرتها كانت ترفض تلك الفكرة رفضا تاما خاصة وأنها أول فتاة تقوم بعمل ساندوتشات وبيعها للجمهور في الشارع.
ولفتت إلى أن الفكرة كانت في البداية بيع ساندوتشات “كبدة وشاورما وجبن”، وبالفعل وجدت ترحيبا من الجميع شيوخ وبنات وشباب الكل دعم الفكرة.
الشارع القنائي ورد الفعل مع أشواق
وتابعت:" أول مرة أعلن عن مشروعي رسميا في شارعنا وكانت الطاولة صغيرة وفي مكان مظلم نوعا ما وظللت انتظر ساعتين تقريبا الي أن جاءت أول زبونة، والجميع كان يقر بأني سوف أغلق لعدم الإقبال لكن شاءت الأقدار ووجدت سيدات يدعموني بالشراء وكانت البداية مع الدكتورة هبة.
وأردفت:" الجميع بدأ في دعمي وكان المجلس القومي له دور معي في عمل معرض شهري وجهت لي الدعوة فيها بشكل دائم، الي جانب دعم العائلات والأسر القنائية التي كانت تقدم الدعم لي بشكل دائم ".
الإصابة والكرسي المتحرك
ونوهت “اشواق” إلى أنها تعرضت للإصابة في القدم قائلة:" كانت في المدينة الجامعية بالقاهرة وتعرضت للإصابة في القدم وقمت بإجراء جراحة بها وشاءت الظروف إلى استخدام كرسي متحرك لعدم القدرة على الوقوف حتى لا يزداد الأمر سوءا في الإصابة ومن المقرر السفر إلى القاهرة لإجراء جراحة في القدم حتى أتمكن من الوقوف مرة أخرى".
وأشارت إلى أنها اضطرت خلال تلك الفترة إلى وقف المشروع لكن بدأت تعاود النشاط منذ أسبوعين تقريبا حتي تتمكن من استكمال العلاج والدراسة بالإضافة الي أنها حصلت على سيارة أكل متنقلة من المحافظة وتحتاج إلى مبلغ مالي كبير حتى تتمكن من الوقوف على قدمها في سوق العمل.
ولفتت إلى أنها استعانت بثلاثة شباب حتى تتمكن من العمل لصعوبة العمل بمفردها في الوقت الحالي، وحتي تتمكن من معاودة نشاطها مرة أخرى من خلال مشروعها.
ولفتت إلى أنها كانت في بداية المشروع تقوم بالشراء مع والدتها وتساعدها شقيقتها وحاليا الشباب الذين يأتون إليها في وقت فراغهم لمساعدتها في مشروعها، موضحة أنها في فترة الدراسة والدتها وشيقيتها يقومن بالعمل لكن في المنزل من خلال وجبات أكل بيتي.
مهلة شهر
واختتمت “أشواق”:" استغرق فترة الحصول على سيارة الأكل المتنقلة في المحافظة حوالي شهر وهذا الأمر يأتي في ظروف صعبة بالنسبة لي لكن بقدرة المولى سوف أعمل بجهد حتى استطيع الحصول والوقوف على قدمي مرة أخرى ولكن النقود التي اتحصل عليها حاليا لعلاجي يمثل العائق الوحيد أمامي وإن شاء الله اللي عاوزه ربنا حيكون ".