هموم عمال غرابيل الذهب في جبال الحزن.. أجواء صعبة وأمراض مزمنة وحيوانات مفترسة l فيديو
تغيرات مناخية متعددة تشهدها البلاد منذ عدة سنوات، وفي الجبال وتحديدا في صعيد مصر، حيث تكون الأجواء أكثر شدة وحدة على العاملين في مهن شاقة ومختلفة، تتطلب منهم التواجد بالأيام بل وقد يصل الأمر إلى شهور في تلك الجبال ذات الطبيعة الوعرة والصعبة.
ومع اقتراب قمة المناخ التي سوف تنعقد في مصر، نتابع معاناة عمال غرابيل الذهب الذين يبيتون بين الصخور وسط أجواء صيفية وشتوية متقلبة شديدة الحرارة نهارا وشديدة البرودة ليلا..
“فيتو” التقت وعمال غرابيل الذهب لرصد معاناتهم في ظل التغيرات المناخية التي يتعرضون لها بالإضافة إلى الحيوانات والحشرات القاتلة التي تهاجمههم ليلا.
تقلبات مناخية متغيرة
يقول يحي منصور علي، أحد عمال غرابيل الذهب في جبال قنا:"منذ مايقرب من 20 عاما وأكثر لم أجد أجواء مناخية أصعب من تلك التي نعيش فيها خلال السنوات الأخيرة وتحديدا منذ فترة كورونا، في بدايتها كانت الأجواء مع توقف المصانع أفضل حالا "
وأضاف: "لكن بعد عودة كل شيء إلى طبيعته بدأت الظروف تتغير وتعود إلى السابق ولكن بشكل أكثر ضراوة، وخاصة في ظل تلك الفترة حيث نضطر إلى ارتداء الملابس بحسب الجو بارد نزيد في الملابس وحار نخفف حتى نستطيع العمل ولكن هذا بالطبع يعرضنا للاعياء الشديد والاصابة المستمرة بنزلات البرد والحساسية في الصدر والجيوب الأنفية.
أمراض مزمنة وحيوانات مفترسة
وقال صابر طلب محمود، أحد عمال غرابيل الذهب: "نسافر في ظروف معيشية صعبة ونضطر إلى الحياة وسط الصخور الجبلية علشان لقمة العيش.. معدش حد فينا عارف احنا في شتاء ولا صيف يعني الصعيد كان معروفا بالحر في الصيف ولكن احنا في الشتاء بنشعر بنار جهنم وخاصة في الصباح وبالطبع ده خلانا منقدرش نلبس الصوف”.
وأضاف عيد سليمان، أحد العمال:"في الليل نشعر بالبرد وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء ولكن فكرة التغيير نهارا وليلا تصيبنا بالإعياء الشديد وتجعلنا في كثير من الأحيان لا نستطيع القيام بالعمل ولكن هذا الأمر لم يوقفنا .
إحصائيات عن عمال الذهب في جبال قنا
ووفق احصائية غير رسمية ومن خلال مقاولي الأنفار الذين يجلبون تلك العمالة إلى المناطق الجبلية يصل العدد شهريا إلى حوالي 500 شاب في كل مشوار يظلون في العمل ما يقرب من الشهر ويعودون ليتم جلب غيرهم وهكذا بحسب طلب العميل الذي يصطحبهم ويتم في سيارات نقل مخصصة نقلهم إلى المناطق .
واشار أحد مقاولي الأنفار إلى أن أغلب العمالة تصاب بالعديد من الأمراض ولدغات الثعابين والعقارب وهو الأمر الذي يجعل الكثير منهم يفر من تلك المهنة.
وأكد أن العمالة تكون بشكل شهري حسب حجم وطبيعة المكان، ويكون هناك مكان مخصص للمبيت عبارة عن خيام وأغلب الذين يخرجون للعمل في جبال الحزن كما يطلق عليها،شباب يبدأون من سن 18 عاما وما فوق حتى يستطيع تحمل الأعباء والجو في تلك المناطق الوعرة.
جدير بالذكر أن العالم يواجه حالة الطوارئ المناخية العالمية من خلال مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات، أهمها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC): وهى تلك التى تبنتها دول العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية (UNCED)، وتعرف باسم قمة الأرض.
وتستضيف مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 6 - 18 نوفمبر 2022.