رئيس التحرير
عصام كامل

امسك الخشب

كان من عادة المسيحيين في مدينة القسطنطينية في عهد الملك قسطنطين -الذي في عهده ومن خلال والدته الملكة المُحبة للمسيح الملكة هيلانة تم اكتشاف الصليب المُقدس- كانوا يخرجون في المَواكب حاملين الصُلبَان الخشب في أيديهم ويلمسون عود الصَليب المُقدس ثلاث مرات متتالية طلبًا في البركة وحتى يحميهم من أي شر أو سوء يمكن أن يمسهم.


ومع مرور الوقت وصل الموضوع إلى أقباط مصر وصارت عادة من عادات القبط في مصر وهي أنهم يلمسون الصليب طلبًا في البركة وكف الآذى والحسد أيضًا، وأصبح هناك مثل شهير يطلق على تلك العادة وهو "امسك الخشب"، والمقصود بالخشب هنا هو صليب السيد المسيح -له كل المجد-.


الصليب في حياتنا كمسيحيين له مكانة ودلالة عظيمة لا يمكن إنكارها، فهو في حياتنا كمسيحيين سر خلاصنا، والذي من خلاله تمم الله خطة الفداء للبشرية وإعلان محبته للبشر من خلال تجسد السيد المسيح وموته على خشبة الصليب فداءً عنا، بل وحوله من عقوبة موصومة بالعار، إلى علامة النصر على الموت وسلطانه.

 


ولولا الصليب وآلامه القوية، لما رأينا القيامة بأمجادها وأفراحها المبهجة للنفوس، فمهما زادت آلام تجاربنا القوية، لا بد أن يشرق نور الله مجددًا على حياتنا ليجدد مثل النسر شبابنا ويعبر بنا من ظلمة التجارب القاسية إلى أفراح التعويض والدعم الإلهي الذي لا ينتهي، فالله يحبنا دائمًا، حتى ولو صرنا مرفوضين من كل الناس، ويدعمنا ويسندنا حتى لو تخلى عنا كل من كنا نحسبهم سندًا لنا في تلك الحياة.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية