اللي ميعرفش يقول عدس
ذات يوم سمع أحد التجار أن بعض اللصوص يخططون للسطو على دكانه الذي يبيع فيه بعض البقول ومواد العطارة ليسرقوه وينهبوا كل ما فيه من أموال، ففكر كيف يمكن أن يحافظ على المال الموجود في دكانه دون أن يأخذه خارج المحل حتى لا يتعرض له أحدهم ويسرقه وهو في طريقه لمنزله أو في طريقه لأي مكان آخر. فهداه تفكيره لأن يضعه في شوال العدس ويضع ذلك الشوال بين مجموعة من أشولة البقوليات الموجودة في أروقة المحل حتى لا يعثر عليه اللصوص بسهولة، ولكن آتت الرياح بما لا تشتهيه السفن وعرف أحد اللصوص سر التاجر وقرر أن يسرق شوال العدس الموجود بداخله ماله.
بل وسرقه في واضح النهار فقام التاجر بالجري وراءه مسرعًا وسط حيرة كل الناس من حوله وما أن انفرطت بعض حبات العدس من الشوال حتى صار يهاجمه الناس وينعتوه بأنه بلا رحمة كونه يجري وراء الشخص فقط من أجل بعض العدس، أما هو فكان يرد بجملة خلدها التاريخ وهي: "اللي ميعرفش يقول عدس".
ربما لا يظهر لنا من أفعال البعض سوى ما نفهمه نحن أو ندركه برؤيتنا المحدودة، ولكن وراء كل فعل دوافع تسببت في حدوثه، فقبل أن تحكم على أفعال غيرك، تريث قليلًا، فربما ما يظهر ليس هو كل الحقيقة، وربما أيضًا لا يكون الحقيقة مطلقًا من الأساس!.
Twitter: @PaulaWagih