بعد كشف الرئيس لأسرار المفاوضات بشأنه.. حقل ظهر هديّة الله لشعب مصر
انطلقت اليوم الأحد فعاليات اليوم الأول من «المؤتمر الاقتصادي – مصر 2022»، الذي تنظمه الحكومة المصرية خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة أوضاع ومستقبل الاقتصاد المصري، بمشاركة واسعة لنخبة من كبار الاقتصاديين والمفكرين والخبراء.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن التنقيب عن الغاز لم يكن ليتم لولا ترسيم الحدود مع قبرص واليونان والمملكة العربية السعودية.
و أضاف الرئيس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الاقتصادي، صباح اليوم الأحد، أنه: “لولا اكتشاف حقل غاز ظهر لم تكن لتحل أزمة قطاع الكهرباء، متابعًا: "ده فضل ربنا.. لولا حقل ظهر كانت مصر هتبقى مطفية، لم نكن نمتلك أي موارد لشراء الغاز و إدارة المحطات".
و أشار الرئيس إلى تعرض الدولة للنقد بسبب اتفاقيات ترسيم الحدود، مؤكدًا أن شركات التنقيب لم تكن لتعمل لولا ترسيم الحدود البحرية.
و أكد الرئيس السيسي أنه تفاوض بنفسه مع شركة إيني الإيطالية، المسؤولة عن التنقيب عن الغاز الطبيعي ، مضيفًا: "قلت لهم أي مشكلة داخلية هنحلها.. هذا العنوان خلفه 25 ألف ساعة عمل مني أنا والدولة".
قصة اكتشاف حقل ظهر
ويعتبر اكتشاف حقل ظهر انقاذ لمصر في وقت كانت تحتاج فيه الدولة إلى دفعة قوية لاقتصادها إذ جرى اكتشافه في وقت تسعى فيه مصر بشكل جاد وسريع إلى تحقيق هيكلة أوضاعها الاقتصادية، وإعادة بناء الدولة على أرض صلبة، للنهوض بمصر، فكان حقل ظهر بمثابة المنقذ لها، في أمور كثيرة.
وجاء اكتشاف الحقل في البحر المتوسط عام ٢٠١٥ بمثابة شعاع أمل لوضع خطط الدولة على الطريق الصحيح في مسار التنمية، كما كان بمثابة رسالة للمصريين بأن القادم مشرق وأفضل من ماضيها في الوقت الذي كانت فيه الدولة تعاني من تخبطات سياسية وأمنية كبيرة بعد عام ٢٠١١.
وكان لبدء الإنتاج الفعلي في عام ٢٠١٧ نقلة كبيرة في إنتاج الدولة المصرية من الغاز الطبيعي إذ حققت من خلاله الاكتفاء الذاتى فتحولت مصر من العجز في إنتاج الغاز إلى التصدير.
ففي عام 2014 وصل العجز لـ 2.0 مليار قدم مكعب وقد بدء الإنتاج الفعلي من حقل ظهر في عام 2018 فأعلنت وقتها الدولة عقب بدء الإنتاج بعام واحد تحقيقها الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتبدل وضعها من مستورد للغاز إلى دولة مصدرة لها فائض من الإنتاج.
احتياطات حقل ظهر من الغاز الطبيعى
وقدرت احتياطات حقل ظهر من الغاز الطبيعى إلى 30 تريليون قدم مكعب إذ وضع حقل ظهر على قائمة أكبر حقول الغاز بمنطقة البحر المتوسط حيث فحقق الحقل رقما قياسيا في الإنتاج خلال العام المالي 2021 و2022 وبلغ حجم إنتاجه 2.7 مليار قدم مكعب غاز طبيعي يوميا وهي ليست اقصي قدرة إنتاجية حيث تقدر قدرتة الإنتاجية بنحو 3 مليارات قدم مكعب في اليوم.
وكان لترسيم الحدود البحرية مع قبرص دور كبير في التيسير على الشركات الدولية لاكتشاف حقل ظهر حيث تم العمل بحرية في المناطق الخاصة بالدولة وهو ما نتج عنه اكتشاف الحقل.
وساهم حقل ظهر بشكل كبير في تتويج إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ولولا تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من الغاز لكانت مصر ستدخل في أزمات كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية العالمية ومن أهم تلك الأزمات عدم قدرة الدولة على تشغيل محطات الكهرباء وغيرها من الأمور التي كانت ستعطل وتعرقل مسيرة مصر الاقتصادية.
حجم مشروع حقل ظهر
يقع حقل "ظهر" ضمن مجمع شروق الذي تبلغ مساحته 3،752 كم مربع داخل المنطقة المصرية الاقتصادية في البحر المتوسط، ويبعد عن الساحل بحوالي 150 كيلو مترا.
وتمتلك شركة "إيني" حصة 100 في المئة من رخصة شروق من خلال شركة أيوك للإنتاج.
ويبلغ حجم احتياطاته ثلاثين ترليون قدم مكعب ويحتل مساحة 100 كيلومتر مربع، وهو أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في مصر والبحر المتوسط.
حقل ظهر في سطور
1- استثمارات 15.6 مليار دولار مع نهاية مرحلة الوصول للإنتاج الكلي للمشروع.
2- احتياطيات تقدر 30 تريليون قدم مكعب غاز ويعد أكبر حقول الغاز بالبحر المتوسط .
3- 2.7 مليار قدم مكعب غاز يوميا نهاية 2019.
4- تم اكتشاف حقل ظهر العملاق عام 2015.
5- ارتفاع الإنتاج لأكثر من ثلاثة أمثاله في النصف الأول من العام الجاري ليبلغ 11.3 مليار متر مكعب.
6- إنتاج الغاز من مشروع تنمية حقل ظهر سيبلغ 76 مليون متر مكعب بحلول نهاية العام الجاري.
7- تملك روسنفت حصة 30 % من المشروع، وتسيطر إيني الإيطالية على 50 % بينما تملك بي.بي ومبادلة للبترول عشرة بالمئة لكل منهما في ظهر، وذلك من إجمالي نصيب الشريك الأجنبي والدولة المصرية ممثلة فى إيجاس تمتلك 100% من نصيب مصر.
8- ديسمبر 2017 مرحلة الإنتاج التجريبي من حقل ظهر بطاقة إنتاجية تصل ل 350 مليون قدم مكعب يوميا.
9- نهاية يناير 2018 أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة بدء الإنتاج من حقل ظهر.
10 - يقع علي بعد 190 كيلو متر من سواحل مدينة بورسعيد.
الغاز من الاستيراد إلى التصدير
من جهته كشف أسامة كمال وزير البترول السابق، في تصريحات تلفزيونية، أن مصر كانت تستورد غاز بـ 4 مليارات دولار غاز في فصل الصيف فقط، لافتا إلى أنه لولا اكتشاف حقل ظهر لتم استنزاف احتياطي البنك المركزي خلال 6 أشهر، مضيفا أن مصر تدخل آبار بترول جديدة تضخ كميات من الغاز وهذا الأمر هو فائدة الشريك الأجنبي الذي يعمل على اكتشاف حقول جديدة.
وأكد المهندس أسامة كمال، أن مصر تحتاج تأمين الغاز من أجل الأجيال المقبلة في المستقبل، لافتا إلى وجود اكتشافات حقول غاز جديدة سنويًا تساهم في توفير الغاز، متابعا: الشغل في المدن الجديدة أتاح 2 مليون فرصة عمل للمواطنين، والسماء مش بتنقط فلوس.
ولفت وزير البترول الأسبق، إلى أن اكتشافات البترول ساهمت في رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات وتوفير منظومة نقل حديثة، مؤكدا أن عدم الاستثمار في الطاقة لسنوات ماضية أهدّر على الدولة مليارات الجنيهات، ومصر تحاول الانتقال إلى الدعم الشخصي بخلاف الدعم العيني.