من يريد الصلح مع الإخوان؟!
مؤخرا وجه الرئيس السيسى سؤالا استنكاريا خلال حديثه وهو: هل تريدون مصالحة معهم، أى الإخوان؟! وهذا السؤال لابد وأن يعقبه سؤال آخر مهم وهو: من هم هؤلاء الذين يريدون الصلح مع الإخوان، خاصة وأن الرئيس لم يفصح عن الذين يوجه لهم سؤاله هذا؟ هل هم بعض الذين ينتمون إلى النخبة السياسية المدنية التى يتحدث بعض من ينتمون لها عن هذه المصالحة، سواء بشكل مباشر أوغير مباشر؟
أم هم ينتمون إلى عامة الشعب الذين يعانون الغلاء ويدعى الإخوان أنهم سيرتاحون منه إذا تمت المصالحة معهم؟! أم ينتمون إلى بعض المؤسسات الرسمية التى أنهكها الصراع المستمر ويتصورون خطأ أن الصلح مع الإخوان يوفر تهدئة واستقرارا سياسيا نحتاجه لتجاوز أزمتنا الاقتصادية؟! أم إنهم كل هؤلاء جميعا؟!
الصلح مع الإخوان
أما بعض الذين ينتمون للنخبة المدنية ولا يرفضون الصلح مع الإخوان، فهم لم يستوعبوا الدرس بعد ولا يدركون أن الإخوان استغلوا كل المصالحات التى تمت معهم من قبل لكى يدعموا تنظيمهم ويزيدوه قوة حتى تمكنوا في عام ٢٠١٢ من السيطرة على الحكم، ثم بدأوا إظهار وجههم القبيح لجميع المصريين حتى الذين تحالفوا معهم وساعدوهم للوصول إلى الحكم بشكل مباشر أو غير مباشر.
بينما الذين ينتمون إلى عامة الشعب ويتصورون أن الصلح مع الإخوان سوف يصلح أحوالهم الاقتصادية فهم معذورون لأنهم يتعرضون لدعاية إخوانية موجهة تستثمر الأزمة الاقتصادية، ولا يجدون من يرد عليها بمهنية وموضوعية وصدق، وإنما المتوفر إعلاميا لهم فقط من يصرخ ومن يشتم دون كشف زيف ما تروجه دعايات الإخوان.
بقى أخيرا احتمال أن يكون هناك من ينتمون لمؤسسات رسمية ولا يمانعون في الصلح مع الإخوان ويتصورون خطأ أنه سيوفر للبلاد تهدئة سياسية تمكننا من التفرغ لمواجهة الأزمة الاقتصادية.. وهذا في حد ذاته احتمال خطر إذا كان موجودا، ولا يكفى أن يرد عليهم رئيس الجمهورية وإنما يتعين مراجعة أوضاع هذه المؤسسات ومن يعملون فيها.
إن وجود الرئيس السيسي على قمة الحكم الآن هو أهم ضمان الآن لعدم ارتكاب جريمة الصلح مع الإخوان.. ولكن يتعين تحصين هذا الضمان بدعم شعبى صلب على غرار ما حدث في يونيو ٢٠١٣ حينما كان التخلص من شرور الإخوان قرارا شعبيا.. والدعم الشعبى يحتاج لحماية الشعب مما يروجه دعاة الصلح مع الإخوان، حول إننا تصالحنا مع إسرائيل من قبل ومع قطر حاليا ونسير للصلح مع تركيا فلماذا لا نتصالح مع الإخوان أو حتى الشيطان.. فهذا لا يجب أن يترك ترويجه دون تفنيده بشكل مستمر من يلقون قبولا من الرأى العام، وشرح خطر هذا الصلح.