في أهمية تطبيق القانون!
التدين الصحيح ينتج أخلاقًا رفيعة راقية، أما التدين المغشوش المشوه فينتج أخلاقًا غاية في السوء تتستر تحت رداء الدين وهو منها براء؛ فإذا طبقنا القانون مثلًا بطريقة صحيحة وعادلة ترسخت في المجتمع الأخلاق الحسنة والقيم الصحيحة حتى تصبح مع الوقت ثقافة وسلوكًا رشيدًا تلقائيا، تتم بمقتضاه برمجة العقل على إحترام مواعيد العمل وإشارات المرور وحقوق الآخرين..
انظروا مثلا ماذا قال الإمام محمد عبده حين زار أوروبا قال: "وجدت في الغرب إسلامًا بلا مسلمين وفي الشرق مسلمين بلا إسلامًا"، أي أن الغرب طبق الإسلام دون أن يعتنقه دينًا بينما فرط الشرق في دينه الذي ينتسب إليه شكلًا وقولًا بلا فعل ولا عمل يصدقه.
وهنا نصل للتقدير الاجتماعي؛ فالمجتمعات السوية تعلى قيم الصدق والأمانة والحفاظ على المواعيد والوفاء بالوعد وإتقان العمل والنظافة والنظام والجمال بينما المجتمعات المضطربة ترى الكذب ذكاءً اجتماعيًا، والصدق سذاجة، والفهلوة شطارة، والنظافة والنظام والجمال رفاهية وكماليات..
ثم نصل إلى الضمير الشخصي الذي يتشكل عبر مراحل العمر المختلفة من خلال التعامل مع الأبوين والأسرة والأصدقاء والمدرسة والمجتمع ثم الضمير العام الذي يتفق عليه كل مجتمع حول ما يصح وما لا يصح، وما هو مقبول وما هو مستهجن أي أنه جماع للثقافة والدين والعادات والتقاليد وهو ما يلزمه قدوة عملية صالحة تثبته في الوجدان وتقره في الضمير وتترجمه السلوكيات والأفعال.