رئيس التحرير
عصام كامل

أبرزها الفطريات والسرطانات والتقزم.. خبير يكشف مخاطر التغيرات المناخية على الغذاء.. ويحذر من ارتفاع معدلات الجوع

المحاصيل الزراعية
المحاصيل الزراعية

يعتبر تغير المناخ من بين أكبر التهديدات لجيلنا -والأجيال القادمة -على الصحة العامة والنظم البيئية والاقتصاد، إلا أن الخطر الكامن لتلك التغيرات يرجع إلى الآثار السلبية المتعلقة بأمان وسلامة وجودة الغذاء على الصعيدين المحلى والدولي.

 

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد نوح بدر بقسم سموم وملوثات الغذاء معهد بحوث الصناعات الغذائية، أن الزيادات غير المتوقعة في درجات الحرارة، وفي أنماط هطول الأمطار وانخفاض توافر المياه إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية يمكن أن تؤدي إلى تعطيل توصيل الغذاء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في المستقبل، وتساهم في زيادة التلف والتلوث.

 

 

وأضاف: لطالما كانت الزراعة تحت رحمة طقس لا يمكن التنبؤ به، ولكن المناخ سريع التغير يجعل الزراعة أكثر عرضة للخطر، كما أن التأثير العام لتغير المناخ على الزراعة سلبيًا -يقلل الإمدادات الغذائية ويرفع أسعار الغذاء إذ تعاني العديد من المناطق بالفعل من ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي، وانخفاض في إنتاج الغذاء.

 

تهديدات المناخ

وأشار نوح إلى أنه مع التغيرات في أنماط الأمطار، يواجه المزارعون تهديدات مزدوجة بين السيول (الفيضانات) والجفاف. كلاهما يمكن أن يدمر المحاصيل، حيث تزيل الفيضانات والسيول التربة السطحية الخصبة التي يعتمد عليها المزارعون للإنتاجية، بينما الجفاف يعرضها للموت، مما يجعل من السهل جرفها. تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة احتياجات المحاصيل من المياه، مما يجعلها أكثر عرضة للخطر.

 

الأمن الغذائي

وأوضح أنه يرتبط الأمن الغذائي ارتباطًا وثيقًا بمناخ يمكن التنبؤ به ونظم إيكولوجية صحية، إذ يهدد تغير المناخ وما يرتبط به من آفات وأمراض بإنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم، وهذه المشاكل سوف تتفاقم، وسيزداد عدم الاستقرار ما لم نتصرف بشكل حاسم. 

 

وأشار إلى أنه يؤثر تغير المناخ على النظم الإيكولوجية، حيث تستفيد أنواع معينة من الأعشاب والحشرات والآفات من ارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من قدرتها على إتلاف المحاصيل وخلق صعوبات مالية للمزارعين. 

 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير التعرض لبعض مسببات الأمراض والسموم، وكذلك انتشار الفطريات المسببة للسموم الفطرية فى المحاصيل الزراعية الغذائية.

 

السموم الفطرية

ولفت إلى أن السموم الفطرية هي أنواع فطرية منتشرة في كل مكان وتنمو عادة في العديد من المحاصيل، وتنتج سمومًا تسبب آثارًا صحية ضارة عندما يستهلكها الإنسان والحيوان، وتسبب السموم الفطرية في المقام الأول عدد من الأمراض في المجتمعات الفقيرة عندما يندر الغذاء ويضطر الناس إلى تناول حبوب منخفضة الجودة.

 

وأشار الأستاذ بالمركز القومي للبحوث إلى أنه تعتبر السموم الفطرية من المخاطر الرئيسية المنقولة عن طريق الأغذية والتي لها أيضًا آثار شديدة على الأمن الغذائي، وهي عبارة عن نواتج أيضية سامة تنتجها أنواع فطرية مختلفة تلوث العديد من المحاصيل الغذائية الأساسية والمحاصيل النقدية (الذرة والفول السوداني والمكسرات والأرز والتوابل).

 

الإصابة بسرطان الكبد

وعندما تتعرض المحاصيل لظروف إجهاد، مثل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف، فإنها تصبح أكثر عرضة للإصابة بالفطريات، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى استبعاد بعض السلع الغذائية من سوق التصدير ومن الأمثلة المعروفة من السموم الفطرية الأفلاتوكسينات، ومن الصعب تدمير الأفلاتوكسين، لأن طرق المعالجة العادية لا تؤثر على مستويات السموم كثيرًا.

 

وحذر أستاذ التغذية من أن التعرض لهذه السموم يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد وتشير الأدلة المتزايدة إلى ارتباطها بالقزم عند الأطفال، لافتا إلى أن أبرز الحلول الواعدة على الصعيد العالمي كانت نماذج التنبؤ والتي يمكن من خلالها رصد الآثار السلبية المتوقعة مستقبليا بالنسبة لسلامة وأمان الإنتاج الغذائي بشكل يضمن إمكانية التدخل من خلال وضع استراتيجيات تكيف تتناسب مع الأخطار المتوقعة.

الجريدة الرسمية