رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم.. تسبب في فصل وزير المعارف.. وعبد الناصر والعقاد برأه من جريمة مشينة

الاديب توفيق الحكيم
الاديب توفيق الحكيم

أديب ومفكر مصري كبير عرف براهب الفكر وعدو المرأة وأديب البرج العاجى، والروائى البخيل، واحد من أكبر أدباء العرب فى القرن العشرين، كاتب مسرحى بالدرجة الأولى، اكتسب الاديب توفيق الحكيم مكانة اجتماعية كبيرة خلال اكثر من جيل ورحل عام 1987.

ولد الأديب حسين توفيق الحكيم بالإسكندرية في مثل هذا اليوم عام 1898 من أسرة ميسورة من الطبقة الوسطى فوالده يعمل فى القضاء، تخرج من كلية الحقوق وسافر إلى باريس لدراسة القانون عام 1924.

 ويحكى توفيق الحكيم ظروف ميلاده كما سمعها من أمه "أسما هانم" فيقول: ولدتنى أمى فى حي محرم بك بمنزل أختها الكبرى، هبطت إلى الدنيا وقد بعث زوج خالتي بخطاب إليه يقول فيه: "أرسلنا إليكم اليوم تلغرافا  بقدوم نجلكم السعيد فقد رزقتم ولدا فأطمئنكم وأهنئكم، وقد رأيته صباح اليوم ووجدته مثل أبيه لكن بدون شوارب، يطلب تسمية المولود، ولم يوفق ابى الى اسم وارسل يفوض والدتى في اختيار اسم المولود فاختارت اسم حسين توفيق الحكيم،

البداية فى أخبار اليوم 

عمل توفيق الحكيم وكيلا للنيابة ثم مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف، ثم تفرغ للأدب فى صحافة أخبار اليوم، فمديرا لدار الكتب ثم مندوبا لمصر الدائم فى اليونسكو، بعدها عين عضوا بمجلس إدارة جريدة الأهرام ثم كاتبا متفرغا لها.

الضيف الثقيل 

قدم توفيق الحكيم أولى مسرحياته عام 1918 باسم "الضيف الثقيل " أما أشهر مسرحياته فهى عودة الروح وأهل الكهف عام 1933، سليمان الحكيم، شهر زاد 1943، إيزيس،  والصفقة 1956، يوميات نائب في الأرياف، عصفور من الشرق، الايدى الناعمة.
كما أثرى توفيق الحكيم الأدب المصري والعربي بكتاباته المميزة  فقدم للسينما اعمالا أثرت هي الأخرى تاريخ السينما المصرية،فكانت مسرحية "رصاصة في القلب"  الأولى من أعمال الحكيم التي اقتحم بها عالم السينما، فقد تحولت إلى فيلم  تم إنتاجه عام 1944  من إخراج محمد كريم، وصنف  فى قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، كما تحولت مسرحية "الخروج من الجنة"‘إلى فيلم  من إخراج محمود ذو الفقار، وفى 1969 تحولت رواية يوميات نائب في الأرياف الصادرة عام 1937 إلى فيلم إخراج توفيق صالح، ثم  مسرحية "العش الهادئ"  تبعها فيلم حكاية وراء كل باب، عصفور الشرق الذى ظهر فيه توفيق الحكيم بنفسه.

 

عبد الناصر يكرم الحكيم 

أصدر الاديب توفيق الحكيم كتابين عن سيرته الذاتية هما زهرة العمر عام 1943، سجن العمر 1964 جمع فيهما خلاصة تجربة حياته منذ الميلاد وهما عبارة عن سيرة ذاتية يأسف فيها من ضياع العمر بين الورق والقلم. 

منحته أكاديمية الفنون الدكتوراة الفخرية عام 1972 واختير أحسن مؤلف وكاتب ومفكر من دول البحر المتوسط وفى عام 1979 منح قلادة النيل العظمى عن كتابه يوميات نائب فى الأرياف.

حملات مضادة 

بسبب جرأته في الكتابة تعرض الحكيم للفصل من وظيفته عدة مرات أولها عام 1938 وامتنع فنانو المسرح القومى الذى كان له الفضل فى إنشائه عن مجرد ذكر اسمه وتوقفت عروضه المسرحية وفى عام 1953 تم فصله ثانية بقرار من إسماعيل القبانى وزير المعارف بحجة عزل غير المتعاونين مع الثورة وكان وقتها مديرا لدار الكتب، ولما علم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك قال إن وزير المعارف لا يعرف قدر توفيق الحكيم الذى تعلمنا الوطنية من قصته عودة الروح لا يصلح لشغل وظيفته كوزير وكانت النتيجة استقالة وزير المعارف.


منعت مسرحيات توفيق الحكيم مرة ثانية حين وقع على بيان الفنانين والأدباء مطالبا بإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب بعد سنوات من النكسة فمنع من الكتابة ومنعت مسرحياته.
 

كم تعرض الأديب توفيق الحكيم لحملة صحفية صاخبة، حيث اتهمه بعض الكتاب بسرقة موضوعات كتبه من كتب أجنبية، وثار أدباء آخرون من أجل توفيق الحكيم، واتهموا الجريدة التي تتهمه بالسعى إلى الإثارة الصحفية؛ لزيادة التوزيع غير عابئة بتشويه إنتاج أديب كبير يعتبر إنتاجه ثروة قومية.

 وطلب الصحفي محمد التابعي من الأديب عباس العقاد أن يشترك كحكما بين المتنازعين، ونشر العقاد مقالين حكم فيهما ببراءة توفيق الحكيم من تهمة الاقتباس، كما اتهم بالالحاد بعد كتابته حوارا مع الله فى مؤلفه دنيا الله واعتذر بعدها توفيق الحكيم عما كتب.

وسام الجمهورية 

أمام هذه الحملات كان توفيق الحكيم يضحك ويقول: إنها جاءت بالخير والبركة إذ حاصرني الناشرون، طالبين إعادة طبع كتابي المدعى بسرقته، حتى رئيس تحرير الجريدة فرجوته أن تمضى الجريدة في حملتها، وقلت له إنني سوف أرسل قائمة بكتبي التي لا يعاد طبعها لكي ينشر أنها الأخرى مسروقة.. وفجأة ووسط تلك الحملة، أصدر الرئيس جمال عبد الناصرقراره  بمنح الحكيم أكبر وسام في الدولة وهو وسام الجمهورية.
 

الجريدة الرسمية