ذكرى رحيل راهب الفكر.. لماذا أطلق على توفيق الحكيم بعدو المرأة وكرة القدم
لقب براهب الفكر وسلطان الأدب الحائر وأديب البرج العاجي، وهو من عاد إليه الوعى، برع في جميع مجالات الفكر وفنون الأدب، ولذلك حمل قيمة كبيرة كرائد ومؤصل في الثقافة العربية المعاصرة، جمع بين التراث القديم والثقافة العالمية المعاصرة ودمج كل ذلك في أعمال إبداعية سلك من خلالها مسالك لم يعرفها الأدب العربي قبله فمهد الطريق لأجيال جاءت بعده من الأدباء والمفكرين، ميوله ليبرالية ونادى بنشر العدل الاجتماعى بالحرية والمساواة هو الأديب توفيق الحكيم الذي رحل في مثل هذا اليوم 26 يوليو 1986.
ولد الأديب توفيق الحكيم الذي ولد عام 1898 بالإسكندرية في أسرة ميسورة، ودرس الحقوق بدأ حياته وكيلا للنائب العام ثم مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف عام 1939، وفي عام 1943 عمل مديرا عاما لدار الكتب ثم عضوا بالمجلس الأعلى للفنون والآداب ومندوبا لمصر في منظمة اليونسكو ن عمل كاتبا في دار أخبار اليوم ومنها إلى جريدة الاهرام كاتبا متفرغا حتى الرحيل.
عدو المرأة والكرة
لقب بعدو المرأة والبرلمان وكرة القدم ن ويرجع لقبه عدو المرأة إلى هدى شعراوي بسبب أسلوبها في تشكيل عقلية المرأة المصرية وكره البرلمان لانه لم يقدم شيئا وكره كرة القدم بسبب تمييز وشهرة لاعب الكرة فيقول في هذا “ لقد انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم؛ يأخذ اللاعب في سنة واحدة ما لا يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون حتى الآن”.
كاتبا مسرحيا
يعتبر الأديب توفيق الحكيم أول كاتب مسرحى عربى يكتسب مكانة اجتماعية بصفته كاتبا مسرحيا وهو أول مؤلف إبداعي تمثل أعماله المسرحية والروائية موضوعات مستمدة من التراث المصرى بكل طبقاته.
من إنتاجه الأدبي في البداية قدّم أولى مسرحياته عام 1918 باسم الضيف الثقيل، عودة الروح وأهل الكهف عام 1933، يوميات نائب في الأرياف عام 1937، عصفور من الشرق 1938، مسرحيات: سليمان الحكيم وشهر زاد 1943، إيزيس والصفقة 1956، والسلطان الحائر، الرباط المقدس، وعن سيرته الذاتية وضع كتابان هما زهرة العمر، سجن العمر.
حمار الحكيم
أما إقران اسمه باسم حمار الحكيم فيقول توفيق الحكيم: لقد أعجبت بجحش صغير وعرضت على صاحبه شراءه بربع جنيه فرفض في البداية ثم لاحقني في محل الحلاقة وترك لي الجحش وكانت ورطة كبيرة حيث كنت أقيم في بنسيون،عرضت على الحمار الشاى باللبن فرفض،سافرت به إلى عزبة أحد أصدقائي وعندما زرته لأطمئن عليه وجدته يعمل في العزبة فشغلنى موضوعه فأقمت حواراتى معه.
منحته أكاديمية الفنون الدكتوراة الفخرية عام 1972 واختير أحسن مؤلف وكاتب ومفكر من دول البحر المتوسط وفى عام 1979 منح قلادة النيل العظمى عن كتابه يوميات نائب فى الأرياف.
تعرض توفيق الحكيم للفصل من وظيفته أكثر من مرة بسبب كتاباته، كانت أولها عام 1938 وتوقفت عروضه المسرحية وآخر قرار فصل كان من دار الكتب، ولما علم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك قال إن وزير المعارف لا يعرف قدر توفيق الحكيم الذى تعلمنا الوطنية من قصته عودة الروح لا يصلح لشغل وظيفته كوزير وكانت النتيجة استقالة وزير المعارف.
من أشهر رواياته التي قدمت أفلاما في السينما " رصاصة في القلب " المأخوذ عن مسرحيته بنفس الاسم، الرباط المقدس بطولة صباح وعماد حمدى، الايدى الناعمة، ليلة الزفاف، مدرسة المغفلين، الخروج من الجنة، طريد الفردوس، امرأة غلبت الشيطان، العش الهادئ وغيرها.
كانت أمنيته التي سجلها في كتابه " قلت يوما ( أمنيتي مع اقتراب النهاية أن يسقط القلم من يدي وأنا أناجي الله وأحث الناس على أن يفخروا بالإسلام، أتصور أن السعادة التى ستأتى في أن أنام ولا استيقظ، فإذا جاء الموت لا يمكن تأجيله (اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، ولكن إذا ما أحسست بصحوة وطرأت لى فكرة فسأحاول ان انهض لكتابتها حتى لو كلفنى ذلك حياتى ن لان الادب هو حياتى وهو شئ لا مفر منه ولا حيلة لى فى التخلص منه،
رثاء الأصدقاء
رثاه الكاتب مصطفى أمين بقوله: مات توفيق الحكيم الكاتب الكبير الذي ملأ حياتنا أدبًا حيًا نابضًا، الذي علمنا كيف نكتب الحوار ونؤلف القصص، أضحكنا وأبكانا وأضاء مصابيح كثيرة في ظلام حياتنا ن وقال نجيب محفوظ هو منارة الفكر والثقافة وبحيرة أدبية ثرية مترامية وقال محمود السعدنى: جوهرة من الألماس الاضيل.
وقالت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد موهبة ولدت يوم ميلاده"."ولد فنانًا، والفنان نسيج أمة بموروثاتها وسماتها وصفاتها حين يكون الإنسان العادي نفسه فقط، وحتى لو تولى أكبر المناصب.. ولهذا رأيت مصر الشعبية ومصر الرسمية في وداعه، لأنه بضعة من عطائها ووفائها وصبرها وقلمها وفكرها".