رئيس التحرير
عصام كامل

بليغ حمدي.. 91 عامًا على ميلاد بيتهوفن المصري

الملحن الفنان بليغ
الملحن الفنان بليغ حمدى

ملحن متميز وموسيقي مبدع، وحالة خاصة من الموسيقى لم ولن تتكرر في مصر والوطن العربي، وصف بملك الموسيقى وعبقرى التلحين وبلبل الألحان، كما وصفه عبد الحليم حافظ بأمل مصر في الموسيقى، وقال عنه محمد عبد الوهاب ( ربنا بيدى الواحد مننا نغمة جديدة بسيطة الناس تغنيها كل كام سنة، لكن بيديها لبليغ كل يوم، وقال عنه النقاد في الخارج  (بليغ حمدى هو بتهوفن المصرى) بعد عرض فيلم شيء من الخوف الذى عرض في ألمانيا وتصفيق الحضور لموسيقاه.

ولد بليغ عبد الحميد حمدي مرسي ـ الشهير ببليغ حمدى ـ في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931 وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا.

 أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من العمر، في سن الثانية عشرة حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى إلا أن سنه الصغيرة حال دون ذلك. 

مرحلة الغناء بالاذاعة 

التحق بمدرسة شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية. 

التحق بليغ بكلية الحقوق - في نفس الوقت- التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقى العربية حاليا) لكنه لم يكمل دراسته فيه، حيث التحق بالاذاعة مطربا في برنامج ساعة لقلبك يقدم أغنيات خفيفة بين الفقرات،وبنصيحة من محمد حسن الشجاعى رئيس لجنة الاستماع بالاذاعة وقتئذ ترك الغناء واتجه الى التلحين وكانت البداية مع فايدة كامل في لحن دينى.

سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، لكن تفكيره كان يتجه نحو التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما "ليه لأ / ليه فاتني ليه" وأعقبهما أغنية ما "تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد. 

لقاء ام كلثوم فى حب ايه 

من اهم المحطات الفنية في حياة بليغ حمدى تقديمه الالحان الى عبد الحليم حافظ وام كلثوم  التي كانت تريد أن تتحرر قليلا من اللون السنباطي لذا فقد طلبت من محمد فوزي أن يلحن لها إلا أنه اعتذر بكل ادب ولباقة وقدم لها الملحن الشاب بليغ حمدى ليساهم في مشوار أم كلثوم الفني بتلحين اغنية " حب ايه " في ديسمبر 1960 وتحقق الاغنية نجاحا ساحقا، ليتبعها بتلحين: أنساك ياسلام وسيرة الحب وفات الميعاد التي أدخل فيها لأول مرة آلة السكس مع تقديمه مقدمة طويلة للأغنية من الحانه على غير عادة أم كلثوم.
قدم بليغ حمدى الحانا لأغنيات مختلفة منها العاطفى والحماسى والقومى والدينى مثل مجموعة الحانه للشيخ سيد النقشبندي وأشهرها (مولاي انى ببابك )  بل وحتى أغاني الأطفال برع فيها بليغ وحققت انتشارا مثل أغنية انا عندى بغبغان غلباوى بنص لسان.

لقاء عدى النهار 

تعرف بليغ حمدى على الشاعر عبد الرحمن الابنودى في مكتب حسن الشجاعى بالاذاعة ليستمر التعاون بينهما خمس سنوات قدما خلالها كما كبيرا من الالحان منها عدوية، بيتنا الصغير، آه ياليل ياقمر لمحمد رشدى، وقدما لشادية آه ياسمرانى اللون، العنب، زفة البرتقان، الشابة حتة سكرة، وبعدها كانت مرحلة محمد قنديل في شباكيني على النيل عنيه، ثم جاءت مرحلة عبد الحليم حافظ فكانت البداية "أنا كل ما أقول التوبة " وكانت الخاتمة بأغنية " عدى النهار ".


قال عنه الاديب خيرى شلبى: كان عملاقا من عمالقة النغم في بلادنا طوال النصف الثانى من القرن العشرين في عصر موسيقى زاهر يحتشد بالعمالقة الأفذاذ، فمن ذا الذى يستطيع ان يجد لنفسه مكانة بين محمد عبد الوهاب ومحمد فوزى وفريد الأطرش وكل منهم مدرسة خاصة قائمة بذاتها ناهيك عن القمة الكبرى رياض السنباطى ومحمود الشريف وأحمد صدقى فحدث ولا حرج.

ملحن مستفز 

وقال الاذااعى وجدى الحكيم: ان بليغ حمدى لم يدرس الموسيقى في معهد متخصص بل انه علم نفسه بنفسه وكان يقوم بتوزيع الحانه بنفسه ويكتب النوتة الموسيقية لهذه الالحان، كما كان ملحنا مستفزا لمن هم حوله فكان اذا قدم لحنا اهتزت الساحة الغنائية وتصارع الجميع من اجل الحان جديدة، وكان دائم القلق لا يهدأ ولا يستقر في مكان واحد طالما هو موجود في شقته، والذى لا يعرفه الجميع انه الى جانب موهبته الموسيقية كان يكتب الشعر.
 

الجريدة الرسمية