رئيس التحرير
عصام كامل

يا أنا يا هو.. كيف أفسد عبد الوهاب علاقة الود بين بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ

عبد الحليم وبليغ
عبد الحليم وبليغ وعبد الوهاب

عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي.. علاقة فريدة من نوعها، بدأت عام 1957 مع أغاني فيلم الوسادة الخالية، فهذه الثنائية قد يصعب تكرارها فنيًّا وشخصيًّا مرة أخرى، فقدَّما سويًّا أعظم وأنجح الأغاني التي قدَّمها العندليب ولا تزال عالقة في أذهان الجمهور، حتى إن عبد الحليم وصفه في إحدى حفلاته بـ"أمل مصر في الموسيقى" حتى جاء موسيقار الأجيال وأفسد هذه العلاقة الحميمة التي أنتجت أجمل الألحان.

قدَّم الثنائى عبد الحليم وبليغ حمدى ـ وُلد فى مثل هذا اليوم 1932 ـ العديد من الأغنيات ذات الطابع الشعبي مثل: "أنا كل ما أقول التوبة، على حسب وداد قلبي، سواح"، كما قدَّمَا معًا أغنيتين وطنيتين في عام 1967 من كلمات الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي"، وهما: "عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها"، وهما عملان لمسا وجدان الشعب المصري والعربي بشكل كبير، وتسببا في رفع الحس الوطني لديهم وأدركتهم من حالة اليأس وإحساس الهزيمة إلى حالة التفاؤل والتصميم على النصر.

عبد الحليم وبليغ وقطيعة حتى الموت 

كان عبد الحليم يعتاد كل عام بمناسبة عيد شم نسيم إقامة حفل كبير لجمهوره وبأسعار مميزة، بشرط تقديم أغنية جديدة لم تعرض من قبل على الشاشات أو داخل الأفلام التي كان يشترك فيها حليم في ذلك الوقت، وفي هذا التوقيت تحديدًا قدَّم له الموسيقار محمد عبد الوهاب لحن الأغنية الشهيرة "فاتت جنبنا"، وهو نفس الوقت الذي كان يستعد فيه العندليب لتقديم لحن أغنية "هو اللي اختار" لـ بليغ حمدي.

 

فاتت جنبنا 

خلال التجهيزات للحفل، ذهب عبد الوهاب إلى الإستوديو الذي يُقيم فيه حليم البروفات الخاصة بأعماله الفنية مع فرقته الموسيقية، فجلس الموسيقار واستمع إلى لحن بليغ حمدي وقارنه بلحن أغنيته "فاتت جنبنا" الذي صنعه لعبد الحليم، فوجد أن لحن بليغ متميز للغاية، وله مذاق موسيقي يتميز عن لحنه فخشى عبد الوهاب من مصير لحنِه، خاصة بعد أن نجحت ألحان بليغ حمدى مع أم كلثوم.

عبد الحليم والأستاذ 

ترك محمد عبد الوهاب البروفة مغادرًا الإستوديو فجأةً دون استئذان، وبعد البروفة بعدة ساعات اتصل عبد الوهاب بعبد الحليم حافظ ليبلغه بأنه لا يرضى بالجمع بين لحنِه ولحن بليغ حمدي في حفل واحد، وخيَّره بين أن يغني لحنه فقط أو لحن بليغ دون لحنه، وهذا الأمر وضع "العندليب الأسمر" في حيرة ومأذق كبير، واختار ألا يُغضب "الأستاذ"، وقرَّر أن يتفاهم مع صديقه بليغ حمدي وديًّا، على أن يؤدي لحن الموسيقار عبد الوهاب قبل لحنه، وأن يؤجل غناء لحن بليغ إلى حفل آخر.

وهنا حدثت القطيعة الكبرى، فحينما عرض حليم هذا الأمر على بليغ وأبلغه بأنه يريد أن يغني لحن عبد الوهاب بدلًا من لحنه، فجاء رد بليغ حمدى: "ده أنا شغال على اللحن علشانك بقالي سنة، فعشان ما تزعلش عبد الوهاب تزعلني أنا؟" 

 

خلاف حتى الموت 

واستمر الخلاف بين حليم وبليغ بعد هذه الأزمة لسنوات، ولم يتم التصالح بينهما إلا عند انتشار خبر مرض عبد الحليم، والذي أودى بحياته في مارس 1977 حيث قام بليغ حمدي بإقامة عزاء للراحل عبد الحليم حافظ في منزلِه الخاص، وذلك يؤكد مدى العلاقة القوية التي جمعت بينهما، وأنه برغم المقاطعة إلا أنه ظل يعشق صاحبه وصديق كفاحه.

 

هو اللي اختار 

الغريب أن أغنية "هو اللي اختار" التي كتبها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدى وسجلها عبد الحليم بصوته أثناء البروفة ونتيجة للقطيعة بين حليم وبليغ لم يتم تنفيذ الأغنية وإذاعتها ولم يفكر أيهما في عرض الأغنية في حفل عام على الجمهور حتى رحل عبد الحليم حافظ فكانت الأغنية من نصيب الفنان هانى شاكر.

الجريدة الرسمية