مهلة الرئيس
خلال افتتاح عدد من مشروعات الهيئة العامة للاستثمار تحدث الرئيس السيسي عن حال الاستثمار في البلاد والمعوقات التى تواجه المستثمرين ومنح الحكومة مهلة شهر أو شهرين للتخلص من كل هده المعوقات.. وبذلك الحكومة الآن أمام إختبار صعب..
فنحن منذ عقود مضت نتحدث عن وجود معوقات تواجه الاستثمار والمستثمرين فى البلاد، وعن أهمية وضرورة ازالتها، بل ونتحدث أيضا عن جهود بذلناها للتخلص من هذه المعوقات، ومع ذلك بقيت هذه المعوقات قائمة تعطل الاستثمار وتحرمنا من زيادة نحتاجها في استثماراتنا حتى يرتفع معدل النمو الاقتصادى وتزيد مواردنا من النقد الأجنبي وتزيد قدراتنا على مواجهة الازمات الاقتصادية العالمية..
ولكن ها هو الرئيس يمنح الحكومة مهلة زمنية للتخلص من هذه المعوقات التى سوف يقدم المستثمرين عرضا تفصيليا لها في المؤتمر الاقتصادى الشهر المقبل، وهى مهلة ليست طويلة وإنما محدودة زمنيا.. فهل تقدر الحكومة على أن تقضى على كافة معوقات الاستثمار خلال شهر أو شهرين من الآن؟
نظريا تستطيع وتقدر الحكومةَ على ذلك، لآن المعوقات معروفة، والحلول الخاصة بالتخلص منها معروفة أيضا، ويتبقى فقط أن تنفذها الحكومة على أرض الواقع، وليس مجرد تقديم الوعود بتنفيذها أو بالعلاج عنها دون الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، كما حدث ذلك من قبل مرارا وتكرارا..
الأمر يحتاج فقط لإرادة قوية وعزم صارم على مواجهة بيروقراطية عقيمةَ وفساد إدارى كان دوما يعطل ويتحايل على تنفيذ الحلول الحاسمة لمشكلة عقبات الاستثمار.. ولذلك عمليا تحتاج الحكومة لإزالة معوقات الاستثمار خلال شهر أو شهرين للقيام بجهد ضخم جدا لتقليم أظافر البيروقراطية والتخلص منافسات الإدارى.. وأنه لإختبار عظيم للحكومة أمامها شهران على الأكثر لاجتيازه..
وتستطيع الحكومة إجتياز هذا الإختبار بنجاح كما فعلت هيئة قناة السويس في مشروع إزدواج القناة إذا اخرجت من أدراج مكاتبها الحلول الجاهزة للتخلص من معوقات الإستثمار وشرعت بحسم وحزم وإصرار وتصميم في تنفيذها فورا.