من المستفيد!
والسؤال الذي يطرح نفسه: لمصلحة مَنْ إطالة أمد الحرب الروسية الأوكرانية؟! والجواب ببساطة: أمريكا تسعى لذلك بهدف استنزاف الدب الروسي لإضعافه وكسر شوكته.. وروسيا هي الأخرى تحاول مد أمد الحرب حتى الشتاء المقبل ليكون وبالًا على أوروبا التي تعاني صعوبات في الحصول على الغاز والحبوب من روسيا وأوكرانيا بحسبانهما أكبر مصدرين لهاتين السلعتين الاستراتيجيتين.. والنتيجة تداعيات مريرة لأوروبا والغرب ودول الصراع والعالم كله، ومصر بالطبع جزء منه.. فالكل يعاني من ارتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة وجنون في الأسعار يطحن الفقراء، واضطرابات اجتماعية يتوقع البعض حدوثها كرد فعل شعبي تجاه الحكومات في شتى دول العالم.
التداعيات الاقتصادية السلبية للأزمة الأوكرانية أمر واقع بالفعل ومرشح لمزيد من التفاقم؛ فأمريكا مثلًا تعاني أعلى مستوى تضخم في 40 عامًا، وأسعار البنزين في أعلى مستوياتها منذ 2014.. المدهش أنه رغم أن الكل خاسر وسوف تتفاقم الخسارة في الأشهر المقبلة لكن هناك قادة يصرون على إذكاء النزاعات، وإشعال نار الحروب أكثر فأكثر، وأبرزها بالطبع الحرب الأوكرانية.. فمتى تتوقف تلك الصراعات المحمومة..
وهل يصبح رد فعل الشعوب الغاضبة خاصة في الغرب وروسيًا عاملًا حاسمًا في وقف تلك المعاناة التي سوف تسوء أكثر مع قدوم الشتاء بحدوث مزيد من ارتفاع الأسعار وتوقف إمدادات الطاقة.. فهل يجبر رد فعلهم العنيف هؤلاء القادة على التراجع عن التصعيد ووضع العالم على شفا الدمار النووي الذي أصبح احتمالًا قائمًا تسمح به العقيدة القتالية الروسية إذا ما تعرض أمنها للخطر.