إهمال الصيانة الدورية.. كم تكلفنا من مليارات؟!
في كل بلاد الدنيا تهتم الحكومات بأعمال الصيانة والترميم الدوري لكافة الممتلكات العامة والخاصة أيضا.. واندهش من إهمال هذا البند المهم في بلادي.. وتكشف التقارير الرسمية للأجهزة الرقابية حقيقة وحجم الخسائر التي تلحق بالمنشآت والمعدات والأجهزة الثقيلة والسيارات الحكومية التي تملكها الدولة.. إن الدولة بلا شك تتكبد خسائر بالمليارات بسبب إنعدام وإهمال أعمال الصيانة الدورية لشبكات المرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء، فالصيانة الدورية تحمي مرافقنا ومبانينا من التردي والتهالك والسقوط.
إن سوء استخدام المباني والدواوين الحكومية والإهمال في أعمال الدهانات والصيانات أو إصلاح دورات المياه والصرف وأعمال الكهرباء وكذلك المصاعد الكهربائية وغياب صيانة الأجهزة والحاسبات الألية كل ذلك يتسبب في كوارث وفاتورة باهظة تدفعها الحكومة نتيجة الحجم الكبير في تسرب مياه الشرب أو تسريبات الصرف الصحي أو حتى الغاز والمواد البترولية.
أهمية الصيانة
لا شك أن هناك إهتماما بالدولة بمواجهة الفساد في كل صوره.. وهو الأمر الذي يجعلنا نطالب بأهمية موضوع الصيانة الدورية ووضعها على جدول التفعيل والمتابعة والمحاسبة. تعالوا نجعل هذا العام أو العام القادم عام الصيانة والترميم والإصلاح من أجل حماية ممتلكاتنا.. ومن أجل حماية المال العام.
إننا في أحوج الحاجة إلى المليارات التي تضيع بسبب إهمال أعمال الصيانة وأثر ذلك على حياتنا وثروتنا العقارية.
المدير الناجح لأي شركة أو مؤسسة أو نشاط لابد أن يضع في أولوية إهتمامه موضوع الصيانة الدورية.. ويجب أن يحاسب على ذلك بشدة كل من أهمل في ذلك. في ميونخ بألمانيا مثلًا وغيرها من المدن الأوروبية تقوم السلطات المحلية كل عام بعمل صيانة دورية وقائية لكل مبنى بمنطقة وسط البلد القديمة التي تشبه عمارات القاهرة الخداوية في مصر..
وهذه الصيانة إلزامية يتم فرضها على المالك وتقسيط المبالغ المستحقة عليه في حالة عدم قدرتها على دفعها. إننا لدينا العديد من القوانين التي تحافظ على ثروتنا العقارية وغيرها لكن ينقصنا التطبيق.. ويكفي أن المصاعد المتهالكة والمناور والأسطح المملوءة بالمخلفات تمثل قنابل موقوتة.. إنتبهوا
