شباب مصر الجدعان
مرت سنوات على آخر لقاء جمعني به قديمًا عندما كنا أطفال يجمعنا فصل واحد وأحيانًا "دكة" واحدة، ومازلت أتذكره وأتذكر والدته أستاذة اللغة الإنجليزية التى درست لنا في الصف الثاني الابتدائي. وعند عودتي هذه المرة من روسيا وبينما أتصفح فيديوهات قصيرة على الفيسبوك وجدت فيديو استوقفني فيه ملامح صاحبه، فالملامح تلك مازلت أتذكرها جيدًا، وتساءلت هل هذا زميل الطفولة؟ وقطع التساؤلات التى دارت في رأسي أننى وجدت من معه في الفيديو نادى عليه باسمه "عمر".
عمر قاسم مثل كثير من الشباب المجتهد يسعى جاهدًا أن يواجه حروب الحياة الطاحنة باجتهاده وسعيه المستمر، سواء بتعلم مهارات جديدة أو طرق أبواب العمل مهما كانت بسيطة، أو كيفما يعمل الآن على عربة قهوة خاصة به والتي رغم بساطتها يمكن أن أجزم أنني شربت منها أفضل فناجين قهوة مرت علي في حياتي.
عمر تخرج من إحدى كليات القمة كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، لم يستسلم لأشياء كثيرة ربما لو واجها البعض لكان استسلم رافعًا الراية البيضاء من قبل حتى أن تقرع طبول الحرب، ولكنه قرر أن يكون كالفارس، ينزل إلى ساحة معارك الحياة ليواجها قدر استطاعته وقدر اجتهاده. وما أظنه وما أؤمن به حقًا، أن عمر وشباب كثيرون مثله لو منحناهم بعض الإهتمام وسلطنا عليهم بعض الضوء حتى وإن كان بسيطًا، سيكون لدينا كوادر نفخر بها خلال السنوات القليلة المقبلة.
فالشاب الذي لا يخجل أن يعمل أي شيء، فقط ليواجه الحياة بعرقه لا بإنتظار أي حلول من أي شخص، يستحق أن نمنح له فرص كثيرة، حتى يحصد نتائج تعود على الكل وليس عليه هو فقط بالخير.