في حب البابا
في بداية حبرية قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك ١١٦ في تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تعرض لكثير من المحاربات والمضايقات سواء من رجال الكنيسة أو حتى من عوام الشعب، فوصفه البعض بالجاهل أو قليل العلم، وكان يرى البعض بساطة قداسته عيبًا كبيرًا فيه. بل وصل الحال لأن أحد المطارنة كان يفكر في كيف يمكن أن يعزله من كرسيه وكأن ليس في السماء إلهًا يرى ويحفظ أباء الكنيسة ويعضدهم في المحاربات الصعبة والضيقات التي يتعرضون لها طوال خدمتهم وجلوسهم على كرسي القديس العظيم مارمرقس كاروز كنيستنا القبطية.
وبعد كل تلك المواقف بسنوات كثيرة أصبح البابا كيرلس السادس أحد قديسين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويذكر اسمه في كل قداس في صلاة المجمع، ويوم ٩ مارس من كل عام تذكر قصته في كتاب السنكسار وتقرأ في القداس. وليس البابا كيرلس السادس فحسب هو من كان يتعرض لمحاربات أو مضايقات، بل في كل زمان وفي كل عصر نجد من يهاجم سواء بابا الكنيسة أو حتى قسيسًا لم يكمل عامًا في خدمته، بل وأيضًا نقارن زمن كل شخص بزمن من قبله ونضع نصب عينيه رحلة طويلة قطعها البطريرك الذي سبقه إن كان بطريرك أو الكاهن الذي خدم في نفس الكنيسة قبله لو كان قسيسًا.
رجل حكيم
ليس من المنطقي أو الطبيعي أن يسلك كل إنسان كحياة من سبقه بالمثل، وكأننا نريد أن نحيا في حياة استنساخ، فبالطبع مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كان رجل تعليم من طراز فريد وكان قبل أن يكون بطريرك كان أسقفًا للتعليم والكليات والمعاهد الدينية، وقداسة البابا تواضروس الثاني -أدام الله حياته وثبته على كرسيه سنين عديدة وأزمنة سالمة- رجل حكيم جاء في وقت صعب ومرحلة كانت هي الأصعب والأمر في تاريخ مصر.
بل والأصعب أصبح يتعرض لمحاربات سواء على أرض الواقع أو من بعض الجبناء المتخفيين خلف الشاشات ليشعروا بأنهم ينتصرون للإيمان أو تعاليم الآباء!
أي تعليم أو أي إيمان يكون الدفاع عنه بذلك الأسلوب السيئ والقبيح المليء بالمحاربة ليس فقط في شخص قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بل وفي كنيستنا التي نعيش تحت جناحها في مواجهة عواصف الحياة.
سيظل في كل وقت من يرون إن أي شخص يأتي في أي موقع سواء في كنيستنا القبطية أو خارجها ليس قديرًا أو مستحقًا لمكانه، ولكن أثق بأنه حتى لو كان لأي حد أخطاء فيكون محو الذنب بالتعليم كقول آبائنا الرسل في الدسقولية لا بالتجريح أو الأسلوب السييء.
حفظ الله كنيسته وبيعته في كل زمان ومكان، وأعان أبينا وراعينا قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وثبته على كرسيه سنين عديدة وأزمنة سالمة مديدة.