رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. الأمير محمد عبد الرحمن يتولى حكم الدولة الأموية في الأندلس

صورة تعبيرية عن حكم
صورة تعبيرية عن حكم الدولة الأُموية

في مثل هذا اليوم من عام 852 تولى محمد بن عبد الرحمن حكم الدولة الأُموية في الأندلس خلفًا لأبيه عبد الرحمن بن الحكم، خامس أمراء الدولة الأُموية في الأندلس؛ حيث حكم الأندلس لخمسة وثلاثين عامًا، قضاها في مقاومة الثورات والاضطرابات المتلاحقة في عهده.

 

ميلاده ونشأته 

وُلد محمد بن عبد الرحمن للأمير عبد الرحمن بن الحكم في ذي القعدة من عام 207هـ، وولاه أبوه على سرقسطة، كما صحب محمد أباه في غزوته إلى بنبلونة عام 228 هـ، وندبه لمقابلة رسل ملك الإفرنج. 

وفي عام 231 هـ، أرسل الأمير عبد الرحمن جيشًا بقيادة ابنه محمد لمحاصرة مدينة ليون، فضيَّق عليها، مما أضطر الكثير من أهلها إلى الفرار واللجوء للجبال. 

كما استخدمه والده عام 232 هـ، لقتال موسى بن موسى في تطيلة، بعد أن ثار موسى على الأمير عبد الرحمن وتحالف مع البشكنس، فقاتل محمد حتى طلب موسى الصلح، فأجازه الأمير عبد الرحمن. 

ثم سار محمد إلى بنبلونة، فأوقع بالبشكنس الخسائر، وعاد غانمًأ إلى قرطبة، وأصبح بهذه خبرات مؤهلات تماما للحكم، وبالفعل بعد وفاة أبيه، تولى محمد بن عبد الرحمن في يوم الخميس 3 ربيع الآخر 238 هـ الإمارة بعهد من أبيه.

 

الثورات

في بداية عهده، ثار أهل طليطلة، وحبسوا عامل الأمير، فأرسل لهم أخاه الحكم بن عبد الرحمن بحملة طليطلة فنزل بالمدينة، وأمّن أهلها، ودعّم تحصيناتها ولكنه انهزم رغم تدعيمه بحملة آخرى، فاضطر الأمير للخروج بنفسه والتقاهم بجيشه، ووقعت معركة وادي سليط وكان النصر للأمير، وكان من أحداث عهده أيضًا مجاعتين شديدتين عام 253 هـ وعام 260 هـ، كما ضرب الأندلس زلزال شديد عام 267 هـ.

 

إنجازاته السياسية 

كان الأمير محمد محبًّا للعلماء والشعراء والمفكرين حاميًا لهم؛ فخرج في عصره عباس بن فرناس وابن عبد ربه، ومن العلماء عبد الملك بن حبيب وبقي بن مخلد، كما كان يحسن اختيار عمّاله ويأخذ بمشورتهم. 

كما اهتم بتحصين الثغور؛ فبنى حصن شنت إشتيبن لحماية مدينة سالم، وشيَّد حصني: طلمنكة ومجريط بمنطقة وادي الحجارة للدفاع عن طليطلة، ومع ذلك ألغي ضريبة الحشود التي كانت تجمع لتمويل الحملات العسكرية، واكتفى بدعوة رعاياه إلى التطوع والجهاد.

ابتعد الأمير محمد عن الترف والبذخ الذي كان سائدًا في عهد أبيه، كما قل نفوذ الجواري والصقالبة في القصر في عهده.

 

وفاته وأولاده

تُوفي غرة شهر ربيع الأول 273هـ في قرطبة، ودُفن بالقصر، وصلَّى عليه ولده المنذر.

وكان له ثلاثة وثلاثون ابنًا منهم المنذر وعبد الله والعاصي والقاسم وعبيد الله وإبراهيم وأحمد وهشام والمطرّف وعثمان، وعبد الرحمن، ومسلمة والأصبغ، وإحدى وعشرون بنتًا.

الجريدة الرسمية