عدو أي حكومة!
العدو الرئيسي لأي حكومة هو الفقر، وليس نقصًا في الديمقراطية أو التدين، لذلك يجب على الحكومة -أي حكومة- أن تضع نصب عينيها محاربة الفقر وأسبابه عديدة ومن بينها بالقطع الزيادة السكانية مقابل محدودية الموارد، وهو ما يبدد أي شعور بالتحسن في الخدمات لدى المواطن وتحسين مستواه.
تخفيف حدة الفقر وتجفيف منابعه لا يبحث عنها في أيدولوجية معينة أو في شعارات لا تشبع ولا تغني.
وهناك أعمدة أخدت بها دول كثيرة وساعدت على تجفيف منابع الفقر منها على سبيل المثال تجويد التعليم، والقضاء على البيروقراطية العقيمة، الإصلاح الإداري، محاربة الفساد، جذب استثمارات خارجية وإنهاء كافة العوائق المعروفة لدى الجميع، منظومة قانونية مستقلة وحديثة. هذه الأعمدة المتداخلة تخدم بعضها البعض وتحتاج إلى رؤية وإدارة لتحقيقها حتى يتحقق المطلوب من زيادة حقيقية في الإنتاج والصادرات والتصنيع ومنتج متعلم يتسق مع متطلبات سوق العمل الحديثة وهو ما يجب أن ويوضع في الاعتبار خلال المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد قريبًا والحوار الوطني المنعقد حاليًا.
مصر فيها من القدرات ما يمكن التعويل على نجاح مثل تلك الخطط. ولا يجب أن ننسى عندما كان يبيع الإخوان خلال حكمهم للبلاد الوهم للبسطاء فينشرون بينهم الرأي القائل "أن فقرهم في الدنيا قد يتحول إلى غنى في الآخرة" فيجعل الجماهير تتدفق إلى عالم الأوهام وهو وهم إستمرأته قوى "الإسلام السياسي" ومررته للأسف إلى قطاع كبير من الناس.
الاقتصاد لا يبنى بالتمنيات والعواطف أو الأوهام.. ولكنه ينمو ويترعرع في ظل بيئة صحية ومناح جيد وعلم يتسق مع الواقع ومشكلاته.. فمشاركة الآخرين من العلماء وأساتذة الاقتصاد ورجال الصناعة والزراعة والاقتصاد يضيفوا بلا شك رؤية جديدة للخلاص من المشاكل التي تعرقل نمو الاقتصاد.
لابد أن نكون مجتمع متفاعل يقوم كل فرد فيه بدوره المطلوب.. فأقتصاد البلد أي بلد ليس في مسئولية الحكومة وحدها بل هو مسئولية المجتمع كله. وما نحتاجه في مصر هو ثقافة العمل الجاد فمصر تستحق مكانة أفضل وتحتاج لعمل حقيقي يضعها في مكانها المستحق. وهي ليست فقيرة بل غنية بموارد وعقول وتاريخ وحضارة لا تتوفر في دول كثيرة.