رئيس التحرير
عصام كامل

وباء الغش

لابد أن يقف المجتمع بكامل أطيافه بقوة في وجه ظاهرة الغش التي تفشت في الفترة الأخيرة بتعليمنا وهو أمر جد خطير ووباء يجب التصدي له ووقفه فورًا.. الغش له صور كثيرة حرمها الشرع لكن يبقى أخطرها على الإطلاق هو الغش في طلب العلم.. فكيف يغش الطالب في الامتحان ثم يحصل على شهادة وهمية لا هو يستحقها ولا هو كفء لها.. وربما تبوأ بسببها مركزا ليس له أهلا فإذا سمحنا بذلك الغش الفاضح فسوف يتخرج جيل جاهل غير مؤهل لحمل أمانة ومسئولية بلد بحجم مصر منبع الحضارة وفجر الضمير.


إن الغش يهدر الحقوق ويمنحها لغير الأكفاء ويساوي بين المجد المتقن وبين الكسول المهمل، وهو يهدر مبدأ الجدارة والاستحقاق ويضيع على البلاد فرصة الدفع بالأكفاء ويضعف همة المجدين ويوهن عزائم المجتهدين، ويثنيهم عن مواصلة بذل الجهد ومواصلة العمل، ويوسد الأمر لغير أهله وهو ما حذرنا منه رسولنا الكريم بقوله: "إذا وسِّد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة".. فليس أسوأ من إسناد الأمر لغير أهله؛ فذلك نذير بانهيار الأمم يقول الله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"(الزمر:9).

 


لقد أصبح الغش كما الدروس الخصوصية أخطر مشكلات العملية التعليمية ومن ثم فلا مناص من دراسة الأسباب ووضع الحلول المناسبة لها من خلال خبراء متخصصين فلا يؤتمن غشاش ولا يوثق فيمن يسرق جهد غيره أو يستحل ما ليس من حقه.

الجريدة الرسمية