أسرار وحكايات من دفتر صناع حصير الحلف وحبال الليف في قنا l صور
“آل البيت.. الله أكبر.. بسم الله ماشاء الله” عبارات متعددة مرسومة على واجهات الكافيهات والمقاهي البلدية في مختلف نجوع وقرى محافظة قنا، جميعها ترمز إلى وجود عشرات الفنانين الذين طوروا من مهنة صناع حصير الحلف وحبال الليف، تلك الصناعات التي كانت أوشكت على الاندثار، وقام أبناء المهنة الجديدة بتطويرها حتى تواكب العصر الحديث وبذات الوقت تستمر.
“فيتو” تروي لكم تفاصيل وأسرار مهنة صناعة حصير الحلف وحبال الليف في قرى ونجوع محافظة قنا.
أسرار صناعة حصير الليف
لتلك المهنة أسرار متعددة، بدأ العمل بتلك المهنة منذ عدة سنوات ماضية، وتوارثها الآباء والأجداد في كل قرى ونجوع المحافظة.
وفي هذا الصدد، قال أحمد عبد الوارث محمود، أحد العاملين بتلك المهنة: نجلب الحلف من على ضفاف الترع وضفاف نهر النيل، ويتم التنشيف في أماكن مخصصة لذلك، وبعدها نبدأ في تطويعه بعمليات تليين معينة حتى يصبح سهلا في العمل، وليف الحبال يتم جلبه من أشجار النخيل.
وأشار يحيى صابر محمود، أحد العاملين بتلك المهنة، إلى أن العمل يبدأ في الساعات الأولى من الصباح، وحديثا تم إدخال موضوع الرسم والكتابة على الحصر، بالإضافة إلى عمل ستائر وأسقف كديكور كامل يتم به تزيين المقاهي والكافيهات والقرى السياحية أيضا ومختلف الأماكن السياحية.
من أجساد الموتى إلى ديكور سياحي
ونوه صبري عبدالمطلب، أحد العاملين بتلك المهنة، إلى أن الحلف في الماضي كان يستخدم لتغسيل الموتى عليه إلى أن تم تطوير المهنة حتى لا تندثر، وبدأت تلك الأعمال التطويرية من كتابة ورسم وعمل حصر وغيرها من الأنواع التي تم شرحها مسبقا.
وأكد علي محمود التهامي، أحد العاملين في تلك المهنة، أن اللمسة الجمالية والأنوار واختيار الألوان جعل الكثير يقبل على هذا الديكور، وقمنا بعمل كثير من الأشكال المختلفة المبتكرة ولم يكن يخطر ببالي أن يلاقي قبولا كبيرا من قبل الزبائن.
واستطرد أحمد السنجام، أحد مطوري تلك المهنة، في حديثه عن المهنة وما آلت إليه من تطوير كبير: إن هذا الفن ابتكرته من خلال تفكير عميق وطويل وبعد خروج أول منتج وجدت تشجيعا كبيرا من قبل الزبائن وهذا ما دفعني إلى السير في هذا العمل والمضي قدما فيه.