التخصص وفهم الواقع.. أبرز صفات رجل الدين في العصر الحديث
مع الثورة التكنولوجية وتسارع الحياة، أصبح هناك أحاديث كثيرة تدور حول مواصفات رجل الدين العصري القادر على التعامل مع تحديات الزمن الحديث ومشكلاته المعقدة، لهذا يرصد الخبراء عدة مواصفات لا ينبغي الابتعاد عنها في صناعة الكوادر الدينية.
وظيفة عالم الدين
يقول عبد الله بخيت الكاتب والباحث، أن عالم الدين من المهن العليا أو يجب أن تكون كذلك، مضيفا: ليس كل من حفظ نصين من الكتب القديمة وغيّر قيافته أصبح عالما.
أوضح بخيت أن هناك فارقا بين المطوع وعالم الدين، من أقحمه أهله في معهد ديني أو رهن نفسه للكتب القديمة يحفظها واحدا تلو الآخر، وبين العالم الذي يعيش العصر يوجد فيه جسده الحي، لافتا إلى خطورة لا أن يكون جسد رجل الدين في زمان وعقله وثقافته في زمن انقضى.
أشار الباحث إلى أنه لا يمكن أن يسمى عالم من يسافر بوسيلة من وسائل العصر كالطائرة ثم يلقي محاضرة عن حكم الزواج بين الإنس والجن أو يتقبل أسئلة من هذا النوع، موضحا ضرورة أن يكون الإنسان ابن عصره.
أضاف: من أراد أن يغيب نفسه في الماضي نتركه في ماضيه الذي يختاره ولكن لا يجب أن يكون له سلطة على عقول وحياة وعلاقات الناس في عالمنا.
أوضح بخيت أن الدين ينهض على عمودين لا ثالث لهما، الأول الكتاب الكريم والثاني ما يصح من الحديث، لكن ليس من العقل أن نكون رهينة لما شرعه العصر العباسي لنفسه على سبيل المثال، مؤكدا أن علوم عصرنا اليوم وحياتنا ليس فيها شيء ينتمي إلى ثقافة العصور الغابرة، لهذا يجب أن يكون عالم الدين كذلك جزء من عالمنا، ومشاركا فيه علما وحياة.
علوم اليوم
أشار الباحث إلى ضرورة أن يتصل العلم الديني بعلوم اليوم لا أن يبقى مناقضا لها، إذ أصبح العلم الواحد يشتق منه عشرات العلوم، فالطبيب المتخصص في العظام لا يعرف كثيرا عن القلب أو العيون أو الأسنان وهذا ما جرى لبقية العلوم وكذلك يجب أن يكون رجل الدين.
اختتم: حان وقت التخصص، فمن أراد دراسة الاقتصاد مع الشريعة لا يحق له الفتوى إلا في المسائل الاقتصادية فقط، ومن تخصص في علم الفلك لا يحق له أن يفتي في غير الفلك وهكذا في كل المجالات حتى يتم تفكيك رجل الدين إلى مجموعة علماء، وننتهي من ظاهرة الرجل واحد التي تمتد معرفته لتشمل كل شيء على حد قوله.