كيف نحبط استغلال الإخوان الأزمة الاقتصادية؟
تجري الآن محاولات مكثفة لإستثمار الأزمة الاقتصادية سياسيا.. بل أن الإخوان يراهنون على هذه الأزمة لإحداث تغيير سياسي في البلاد يتيح لهم إعادةَ إحياء جماعتهم مجددا توطئة لاستعادة الحكم الذي طردوا منه شعبيا بعد يونيو ٢٠١٣.. لذلك اهتمت منابر دعايتهم بتجاهل الطابع العالمى للأزمة الاقتصادية والتركيز فقط على مسئولية الحكم عنها بما انتهجه من سياسات اقتصادية..
كما اهتمت أيضا بإشاعة حالة من اليأس في إمكانية الخلاص من هذه الأزمة الاقتصادية حتى يتزايد الضيق الشعبى من التضخم وارتفاع الأسعار إلى الدرجة التى تترجم إلى حراك احتجاجى.. وبالتالى يراهن الإخوان على تزايد معدل التضخم والارتفاع المستمر في الأسعار في ظل انخفاض الجنيه حتى لا يهدأ أو يتقلص الضيق الشعبي من التهاب الأسعار..
أى ليستمروا في استثمار تداعيات تلك الأزمة الاقتصادية، خاصة وأنهم يتصورون أن الضغوط الاقتصادية علينا سوف تزداد أكثر خلال الأشهر القليلة المقبلة، سواء المتبقية من هذا العام أو التى سوف تهل علينا مع بداية العام المقبل الذي يأتينا بالتزاماته الخارجية من النقد الأجنبي، ومنها أعباء الديون الخارجية من أقساط وفوائد.
ومواجهة هذا الاستغلال السياسى للأزمة الاقتصادية من قبل الإخوان لا يكفى معه الرد علي اعلامهم للتأكيد على أن تلك الأزمة عالمية ولا تطالنا وحدنا وكشف أكاذيب اعلامهم، وإنما يتعين أن نلتزم أقصى قدر من الشفافية والمصارحة مع الشعب بخصوص تفاصيل تلك الأزمة وآثارها عليه وما نفعله ونقوم به لكى نتجاوزها في أقصر وقت، وتقديراتنا متى يحل هذا الوقت..
ويتعين أيضا أن نهتم بأن يبدو سلوك الحكومة متماشيا مع ظروف الأزمة.. أى أن تمارس نشاطها ومسئولياتها في مناخ أزمة تلزمها بالتزام أقصى درجات التقشف، في ظل شح مواردنا خاصة من النقد الأجنبي.. مصارحة الناس وإقناعهم بأننا جميعا في خندق واحد ونعيش ذات الظروف الصعبة هو الذي سيحبط الاستغلال السياسي لتلك الأزمة الاقتصادية.