إهانة الشعب!
إهانة القادة والزعماء هو تكنيك قديم، لكنه صار يدرس في مراكز ومعاهد ومؤسسات انتشرت في الغرب منذ بضعة سنوات للتدريب على تنظيم الاحتجاجات من مظاهرات واعتصامات، في إطار السياسة التى إنتهجها الامريكان لإحداث تغيير سياسى في الدول من الخارج، والهدف هو إفقاد القادة الاحترام الذى يحظون به حتى يسهل التجرأ عليهم، وبالتالى يسهل التخلص منهم وإزاحتهم عن الحكم.. وخلال الانتفاضات الجماهيرية والثورات الشعبية التي شهدتها منطقتنا في العقد الماضى تم تجربة واستخدام هذا التكنيك بشكل ظاهر ومتكرر، بعد تمرس المتدربين عليه. وإتقانهم استخدامه وصارت لديهم مهارت في مجاله!
لكن الإهانة الآن لم تعد قاصرة على الحكام والزعماء فقط وإنما إتسعت لتشمل الشعوب أيضا، وذلك لآنها لا تستجيب لدعوات التحريض الممنهجة على الانخراط فى احتجاجات جديدة للإطاحة بالحكام وتحقيق التغيير السياسى، والتى ينظمها الإخوان بشكل مكثف الآن ومعهم بعض المتعاطفين معهم عبر وسائل إعلام يملكونها ويسيطرون عليها ووسائل التواصل الاجتماعى من خلال اللجان الالكترونية المنظمة.. وتتم إهانة الشعب الآن باتهامه بالجبن والخنوع والاستسلام والخضوع والقبول بالظلم.
وهم وإذا كانوا بذلك يستثيرون الناس ودفعهم لإثبات العكس بالاستجابة لدعوات القيام باحتجاجات لاسقاط الحكام وتغيير الأنظمة السياسية، فإنهم يكشفون في ذات الوقت عجزهم عن تحريض حتى من ينتمون إليهم أو بتعاطفون معهم، وإلا كانوا قد استجابوا لدعواتهم وانخرطوا في الاحتجاجات بالشوارع والميادين، لكنهم لا يفعلون أو بالأصح يخشون أن يفعلوا ويريدون التخفى وراء الجموع الحاشدة!.. إن إهانة الشعب هو إعتراف صريح بالعجز والضعف والفشل وفقدان القدرة على التأثير في الناس.