أعزائي المذيعين.. عيب عليكم
الارتجال فن لا يقدر عليه إلا من تتوفر فيه صفات معينة، وتتوفر له أدوات تمكنه من تلافي الأخطاء. أهم الصفات هي الثبات الإنفعالي، أما المعلومات فهي أهم الأدوات، وبدون ثبات ومعلومات.. ف الإرتجال لا يعدو هذيان.
كثير من المذيعين يرتجلون على الهواء دون ثبات انفعالي، ودون معلومات، فيتحول الإرتجال إلى هذيان، يضر بالمذيع وبالموضوع الذي يتحدث فيه، وبالأشخاص الذين يتحدث عنهم، فإذا مدح ذم، وإذا دافع هاجم، وإذا أخطأ إسترسل، وإذا إدعى الهدوء إنفعل، لأنه بإختصار دخل في دوامة لا آخر لها، ففي برامج الهواء.. الكلمة مثل طلقة الرصاص، إذا خرجت من فم المذيع لن تعود.
فن الإرتجال
يستوي في الإرتجال على الشاشة المذيعون وأشباههم، فلا المذيعين نجوا من فخاخ الهواء ومطباته.. ولا أشباههم أدركوا أساسًا أنهم كانوا يؤدون أخطر مهمة، وهي التحدث أمام الملايين على الهواء مباشرة. ومع غياب الثبات الإنفعالي وعدم توفر المعلومات.. إختفى الإسكربت، ومعه إختفى دور فريق الإعداد، ليصول المذيع ويجول على الهواء في وصلات من العبط الإعلامي تنعكس سلبًا على من دافع عنهم ومدحهم، وعلى المهنة نفسها.
كل القضايا مباح الإرتجال فيها دون ثبات ومعلومات، حتى التي تخص كبرى المؤسسات، لذلك يوقعنا العبط الإعلامي في مأزق مع السوشيال ميديا وإعلام الخارج، حيث يتحول إرتجال المذيع إلى مهرجان للهجوم على مصر ومؤسساتها في توقيت هو الأصعب، وظروف اقتصادية محلية وعالمية هي الأسوأ.
عزيزي المذيع.. ليس عيبًا أن تكون المؤسسات التي تتحدث عنها هي مرجعيتك، ولا عيبًا أن تكون مرجعيتك في المعلومات التي تخص الأمن القومي هي الجهات الأمنية، ولا عيبًا أن تقرأ المعلومات التي تحصل عليها دون إضافة أو حذف، وإياك أن تجتهد في مثل هذه الأخبار، لأن إجتهادك كارثة.
عزيزي المذيع.. إستخدامك الإسكربت ليس عيبًا، فهو أهم المنجيات لك من مخاطر الهواء، فلا تجعل دور فريق الإعداد هو التصفيق لهذيانك، الإسكربت هو جهدهم طوال أيام.
عزيزي المذيع.. لا تنفعل على الهواء أثناء الإرتجال (العبيط) الذي تمارسه، وإذا إرتفعت حرارة جبهتك.. توقف وعد من واحد إلى عشرة حتى تهدأ، أو توقف دون عد لمدة دقيقة، حتى لا تدفعنا نحن إلى الوقوف دقيقة حداد على روح الإعلام.
besheerhassan7@gmail.com