شيرين غالب.. قدوة لبناتي
قامت الدنيا ضد الدكتورة شيرين غالب نقيب أطباء القاهرة ولم تقعد حتى الآن، ليس لأنها إرتكبت خطأ طبيًا، ولا سرقت أموال النقابة، ولا قصرت في عملها، الدكتورة شيرين غالب أصبحت في مرمى نيران البعض لأنها نصحت طالبات كلية الطب في حفل تخرجهن بإختيار التخصص الذي يتناسب مع ظروف بيوتهن، ( بيتك ثم بيتك، وأولادك ثم أولادك، فهناك مليون طبيب.. لكن هناك أم واحدة للأبناء) وقدمت نفسها نموذجًا (لقد إخترت التخصص المناسب لأتمكن من تربية أبنائي بعد أن إكتشفت أنهم متبهدلين وزوجي لم يجبرني على شي).
ضجت قاعة الإحتفال بالتصفيق، وضاقت صدور البعض بكلمات الدكتورة شيرين غالب، فأصدروا أحكامهم المجحفة عليها، إحداهن قالت: نصائحها تدعو للتخلف وتعود بنا لعصور الظلام، وقالت الثانية: الرأي العام يجبرها على التنازل عن مناصبها لمصلحة أسرتها، وقالت الثالثة: إنها تكشف الفارق بين شيرين المطربة وشيرين الطبيبة، وقالت رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة: شغل الستات سترة لها ولأولادها، وقالت مارجريت عازر: أعضاء المجلس القومي للمرأة لا يوافقون رأي الدكتورة شيرين غالب لأنه يخالف سياسات المجلس.
أسئلة مشروعة
وهنا لابد من طرح مجموعة من التساؤلات.. هل الدكتورة شيرين غالب التي وصلت إلى أعلى الدرجات العلمية وفازت بمنصب نقيب أطباء القاهرة بعد معركة إنتخابية وحافظت على أسرتها.. هل عادت بنا هذه السيدة إلى عصور الظلام والتخلف عندما نصحت خريجات الطب بالحفاظ على بيوتهن؟ هل الدكتورة شيرين غالب نصحت الطالبات بالجلوس في بيوتهن بعد التخرج والتفرغ لتربية أبنائهن؟ وهل من بين المهاجمات من وصلت إلى ما وصلت إليه الدكتورة شيرين غالب على مستوى العلم أو الوظيفة؟ هل كان على السيدة العظيمة التي جمعت بين الحسنيين (النجاح في العمل والبيت) أن تنصح الخريجات بإهمال بيوتهن والتفرغ للعمل؟
لماذا لا نجد هذا الهجوم على هذه التي تحرض السيدات على أزواجهن وتطالبهن بتغيير الزوج متى شاءت؟ أو هذه التي تحرض الزوجة على عدم إرضاع طفلها لأنها ليست مجبرة على ذلك لا شرعًا ولا قانونًا؟ أو تلك التي تحرض الزوجة على عدم تحضير الطعام لزوجها؟ ولماذا لا تلتفت السيدات الفضليات لهذا العدد من مدمني المخدرات من الشباب بسبب إنشغال الأب والأم عنهم؟ هل لديهن قائمة بعدد ضحايا المخدرات من الجنسيين؟ وهل لديهن أسباب هذه الظاهرة التي هدمت آلاف الأسر؟
الدكتورة شيرين غالب تقدم نموذجًا لسيدة نجحت وتفوقت في عملها وبيتها، فهل هذا النموذج يدعو للتخلف ويعود بنا إلى عصور الظلام؟ إذا كان كذلك.. فأتمنى أن يتم تعميم هذا النموذج، وأتمنى أن أرى بناتي مثل الدكتورة شيرين غالب، وها أنا أقدمها قدوة لهن.
besheerhassan7@gmail.com